أكد الأمين العام لتيار "المستقبل" ​أحمد الحريري​، خلال كلمة في عشاء الرهبانية المارونية في روما، أن "الدور الذي يقوم به ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ ليس دورا دينيا بقدر ما هو دور دنيوي أيضا"، معتبراً أن "مساعيه الدائمة لا تقتصر فقط على تضميد جراح الحرب الأهلية، بل إن دوره أكبر من ذلك بكثير في ظل ما يقوم به من رد على مخطط تهجير المسيحيين من الشرق، للتأكيد أن عودة المسيحيين إلى الشرق ستكون من خلال ​لبنان​ ودور المسيحيين فيه".

ولفت إلى أن "مخطط تهجير المسيحيين من الشرق ليس جديدا، وشهدناه في ​العراق​ و​سوريا​ وفي كل المنطقة العربية، ولا يزال لبنان هو البلد الذي يحمى فيه المسلم بالمسيحي ويحمى المسيحي فيه بالمسلم. وأنا لا أقول هذا الكلام إلا عن قناعة وايمان بهذه القيم التي كرسها فينا الرئيس الشهيد ​رفيق الحريري​، في عائلتنا أولا، وفي ​تيار المستقبل​ ثانيا، وهي نابعة من ايمان واضح بأن خير الامور الوسط، والاعتدال هو الاساس، لان اي تطرف ديني او عرقي او عقائدي لا يؤدي الى نتيجة بل يؤدي الى خراب".

ودعا الحريري إلى أن "نشتري السلام معا بدل الحروب مهما كان ثمنه"، مشيراً إلى أن "التاريخ يجب ألا يعيد دائما نفسه بصورة أبشع مما كان، بل علينا أن نعمل كي يعيد نفسه بصورة أحلى"، مطالبا "السياسيين بالتعلم من المصائب التي مررنا بها، وبالتفكير مليا لنعرف أن عدم مشاركة 50% من اللبنانيين في الاقتراع هو جرس انذار لنا جميعا، وانه بقانون انتخابي كهذا اذا شارك 20% من الذين لم ينتخبوا فإنهم يغيرون معادلات كثيرة، وهم أعطونا فرصة هذه المرة، لكنها لن تدوم الى الابد، فالحياد السلبي سيصبح ايجابيا ويقوم بالكثير على كل الجبهات، لذا فكلنا مسؤولون عن موضوع تشكيل الحكومة وستتشكل بإذن الله في أي لحظة".

وإذ رأى أنه "يجب أن يبقى لبنان المسلم والمسيحي قويا بجناحيه ببركة سيدنا البطريرك"، أشار إلى أن "سفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر وسفير لبنان في ​الفاتيكان​ ​فريد الخازن​ يمثلان لبنان خير تمثيل"، شاكرا ​المؤسسة المارونية للانتشار​ التي تقوم بهذا التواصل الذي لولاه لما كانت جمعتنا اليوم التي تعبر عن لبنان وتمثل الفسيفساء اللبناني بجميع اطيافه السياسية والدينية"، ومخاطبا رئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج بالقول :"نفتخر بك، ونعتبرك منا وفينا، ونحن جاهزون للمساعدة، لأننا نعتبر انه يجب ان يبقى لبنان على الصورة الموجودة فيه".