لا تنوي قوى ٨ آذار ترك مهل تأليف الحكومة مفتوحة امام الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ الى ما لا نهاية ، ولا تنوي بطبيعة الحال محاولة تقييدة بمهل محددة ولكن «للصبر حدود» كما يقال.

مصادر مطلعة جزمت في حديث خاص لـ «اللواء» بأن قوى ٨ اذار مررت للحريري رسالة واضحة مفادها ضرورة الاستعجال في تأليف الحكومة والا الاعتذار والبديل جاهز، دون ان تدخل في لعبة تحديد مهل معينة حتى تترك مكانا للوساطة التي يقوم بها رئيس الجمهورية بشخص وزير الخارجية ​جبران باسيل​، حتى ان المصادر رفضت تحديد الشخصية البديلة للحريري التي وافقت على الحلول مكانه.

على ان هذا الكلام التصعيدي لا تضعه هذه القوى في اطار الابتزاز أو التهويل بقدر ما هو دق ناقوس الخطر لتحميل الجميع مسؤولياتهم الوطنية وتقديم مصلحة البلد على مصالحهم الشخصية والفئوية.

وتابعت المصادر كلامها مشيرة الى ان الحريري في الاشهر الاولى من تكليفه تعاطى بايجابية اكثر معنا، حتى اننا لم نصدق بداية انه قد ينقلب على اتفاق ​التسوية الرئاسية​ في اية مرحلة من المراحل.

ولكن فجأة تغير الرجل، تارة يريد حكومة بأسرع وقت ممكن ويلح على رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ التدخل لتذليل العقد، وطورا يرفع سقف شروطه الى حد تهديدنا بأن لا حكومة مع سنة المعارضة ، وهذه الازدواجية في التعاطي هي لتنفيذ اجندة «اميركية -عربية» للضغط على ​حزب الله​ على امل احراجه فإخراجه كما يظنون.

وهنا نقول للحريري: «لقد اخطأت في الحسابات، اذا تجرأت على الاستقالة فنحن لن نكون اقل جرأة منك وسنعين بديلا عنك لتأليف حكومة «بشروطنا» وفي حال اعدنا تكليفك فسوف تشكل حكومة بشروطنا ايضا».

وتعلق المصادر في هذا الصدد بأن رئيس الجمهورية هو معني ايضا وبشكل مباشر بحل الازمة الحكومية ، وفي اللحظة الحاسمة نحن نعتقد بانه لن يمانع في تكليف بديل عن الحريري ، فالعهد لا يحتمل هذه المماطلة والتعنت في التاليف نظرا الى تزايد الضغوطات الدولية على ​لبنان​ وتهديد معظم ​الدول المانحة​ في ​مؤتمر سيدر​ الدولي بالتراجع عن التزاماتها ، مما سيعرض الاقتصاد وسعر صرف الليرة الى خطر جدي.

وعلى هامش هذا الكلام ، لمحت المصادر الى ان «التيار الحر» والعهد باتا ملزمين بايضاح الكثير من النقاط حول مسالة اصرارهم على الثلث المعطل بشكل منفصل عن باقي قوى ٨ آذار ، مشددة على ضرورة اعادة نظر كل القوى بموافقهم وتوجهاتهم وعدم اضاعة البوصلة تحت عنوان « مشروعية التباين في المسائل السياسية الداخلية».

لربما لا تقف مشكلة الحريري عند حدود حل ازمة سنة ٨ آذار، فما لا يعلمه الحريري ان هذه القوى بدأت الحديث جدياً عن اعادة النظر ب​اتفاق الطائف​، هذا الكلام ليس للاستهلاك الاعلامي بل انه كلام رسمي ومن اعلى المراجع في هذه القوى، والمفارقة هنا ان موضوع تاليف الحكومة او عدم تاليفها لا يرتبط بشكل مباشر بهذا الموضوع.