لفت ​العلامة السيد علي فضل الله​ في كلمة له خلال افتتاح التعاونية الزراعية في مبرة الإمام زين العابدين في ​الهرمل​ الى أن "هذه المنطقة لم تبخل على الوطن بشيء، وقدَّمت الكثير من التضحيات ولا تزال في كلّ ميادين العطاء والدم والخير، وهي تستحقّ أن يُقدم لها الكثير ويرفع عن كاهلها هذا الغبن والحرمان والإهمال"، مؤكدا أنَّ "مسيرة العطاء لن تتوقَّف، وهناك أكثر من مشروع ينتظر هذه المنطقة، بجهود كلّ الطيبين والخيرين، الذين نحتفل اليوم لنكرّم كوكبة منهم، بعد أن ساهموا وقدَّموا الكثير لهذه المسيرة ولهذه المؤسَّسة منذ بداية تأسيسها".

وأضاف: "نحن هنا لنكرّم هؤلاء الأصدقاء الَّذين تجاوزوا في صدقهم وعطائهم حدود المكان و​الطوائف​ والمذاهب والسياسية، نكرّم الَّذين تجذَّر وجودهم في أعماق هذه الأرض"، مشيراً أنه "من خلال روح العطاء نبني مجتمعنا ومستقبلنا ووطننا الذي لا يمكن أن يبنى إلا بهؤلاء وأمثالهم، الذين يبذلون ويضحون ولا يريدون من كلّ ذلك إلا خير الناس وعزة الوطن"، معتبرا أن "مشكلتنا في هذا الوطن مما نعانيه من أزمات وفساد بسبب وجود هؤلاء الأنانيين الذين لا يفكّرون إلا في أنفسهم، ويعملون لمصالحهم، ويعطّلون مسيرة البلد، ويدفعون الناس إلى تركه بحثاً عن مستقبل أفضل لهم ولأولادهم".

وتوجَّه سماحته للَّذين يتحركون في المواقع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وحتى الدينية، أن "يفتحوا قلوبهم وعقولهم على الخير و​المحبة​، فكفانا كل هذا الترهّل الذي يجتاح الوطن على كل المستويات"، لافتا الى أننا "سنبقى نعمل بروحيّة العطاء والتلاقي والتعاون والعمل المشترك، من أجل رفع الغبن والحرمان عن هذه المنطقة"، مؤكّداً أنَّ هذه المؤسَّسات منفتحة على الجميع، ولا يقتصر عملها وتقديماتها وعطاؤها على فريق معين أو طائفة أو مذهب، بل هي من الناس وإلى الناس جميعاً".