أفادت صحيفة "​وول ستريت جورنال​" الاميركية عن "العلاقات الأميركية ​السعودية​، وتداعيات جريمة قتل الصحفي السعودي ​جمال خاشقجي​ على تلك العلاقة"، منوهة بأنه على "​الرياض​ أن تدرك بأن هناك من المتغيّرات الكثير وأن على السعوديين أن يُعيدوا التفكير بشأن حماية الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ حماية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

ولفتت إلى أن "​سياسة​ ترامب تجاه السعودية تشبه ​السياسة​ التي كان يتبعها ملك إنجلترا تشارلز الأول والتي تتلخّص في سلسلة من الصفقات التي يطلب فيها الكثير، غير أنه يقدّم القليل ومن ثم لم يحصل على شيء، وبقي بلا حليف"، مشيرةً إلى أن "وضع ​أميركا​ أولاً قد يعتبر واجب كل رئيس أميركي، غير أن ترامب يُعاني عندما يتعلق الأمر بالسعودية".

وانقدت الصحيفة "سياسة ترامب المتمثلة في منحه رخصة أميركية للرجال الطغاة بأنحاء العالم للقضاء على أعدائهم، وأن بالكاد يشكّل عضواً من بين أعضاء إدارته نفسها، فنفوذه على المدى الطويل يعتبر مشكوكا فيه"، مشيرةً إلى أن "ترامب بالكاد يستطيع تأمين مكانته، ناهيك عن تأمين مكانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان"، متسائلة: "هل سرّبت وكالة المخابرات المركزية الأميركية "CIA" تقييمها بأن بن سلمان أمر بقتل خاشقجي للضغط على ترامب؟ أم أن ترامب يأذن بالتسريب للضغط على السعوديين؟".

وأشارت إلى "الحالة الصحيّة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز"، لافتةً إلى أن "قرار تعيين من يخلفه يقع في يد مجلس العائلة المالكة بعد وفاته"، مفيدةً بأن "فرص اعتلاء بن سلمان كرسي العرش دون معارضة عائلية وحتى دون إراقة دماء يبدو أنها ستصبح أضعف يوماً بعد آخر، كما ينبغي لترامب ألا يعول كثيراً على السعودية، فلقد سبق ل​إيران​ أن كانت في يوم من الأيام تشكّل دعامة للمخططات الأميركية للاستقرار الإقليمي، غير أنها لم تعد كذلك، كما كان ​العراق​ إبان عهد الرئيس العراقي الراحل ​صدام حسين​ يشكّل دعامة جديدة أخرى للاستقرار في المنطقة، لكنه سُمح للعراق بأن يُصبح منبع عدم استقرارها".

وأضافت الصحيفة: "إن كان هناك بعض التلميح في عهد الرئيس الأميركي السابق ​باراك أوباما​ بأن إيران قد تصبح الحليف الجديد للولايات المتحدة للاستقرار في المنطقة وأياً كان من يخلف الملك سلمان في تولي زمام الأمور في البلاد، فإنه لن يكون أقل رغبة في بيع ​النفط​ للولايات المتحدة وفي شراء الأسلحة الأميركية"، مشيرةً إلى أن "بن سلمان قد ينجح في اعتلاء العرش، حيث قد ينسى الجميع جريمة خاشقجي ويتسامحون مع مرور الوقت، لكن هذا الأمر بهذا السياق يبقى مجرّد أماني، فلقد قضت الجريمة على الهدوء الذي يسود العلاقات الأميركية السعودية، كما أنها تطرح أسئلة غير مريحة إزاء هذه العلاقة".

وعلقت على هجمات 11 أيلول ضد ​الولايات المتحدة​، قائلة: "إن 15 من أصل 19 من المهاجمين كانوا سعوديين، وإن بعض الأمراء السعوديين وغيرهم لا بد أنهم دعموا زعيم ​تنظيم القاعدة​ أسامة بن لادن، بل لا بد أنهم كانوا يعرفون عن خططه على نطاق واسع، وأنهم ربما أيّدوا عزمه على ضرب الولايات المتحدة بالطريقة التي اعتقد ابن لادن بأن من شأنها تعطيل النظام السياسي والاقتصادي الأميركي".

وتابعت: "إذا كانت العائلة المالكة السعودية تتوق إلى نشر هذا الغسيل القذر، فإنهم يعرفون ما يجب القيام به، وهو الحفاظ على ابن سلمان في السلطة"، مشيرةً إلى "​قانون جاستا​ وإلى القضايا التي رفعها ذوو ضحايا هجمات سبتمبر ضد السعودية والتي لقيت تأييداً من الحزبيين الأميركيين في ​الكونغرس​ وإذا اعتقد السعوديون أن ترامب يمكنه حماية بن سلمان أو أنه يريد حمايته، فإن على السعوديين التفكير مرة أخرى".