اعتبر رئيس حركة النهج النائب السابق ​حسن يعقوب​ أن الأمور حكوميا تزداد تعقيدا، مذكرا أنه في مقابلته الأخيرة مع "النشرة" في اواخر ايلول الماضي قال ان ​تشكيل الحكومة​ اذا لم يمر حتى منتصف تشرين الأوّل، فانه مؤجل الى ما بعد ٦ تشرين الثاني موعد ​الانتخابات الاميركية​ النصفية، وأضاف: "واليوم بعد تحقق ما قلناه للاسف فانّ الامور تزداد تعقيدا على ثلاث مستويات".

يعقوب وفي حديث لـ"النشرة" أشار الى أنه وعلى المستوى الأول، "زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ الى عمان تعدّ تطبيقا لصفقة القرن وامكانية زيارته للبحرين قريبا، اضافة الى التطبيع مع السعودية والزيارة المتوقّعة للمملكة وما ترمز له اسلاميّا لوجود الحرمين الشريفين وعربيا على مستوى الجغرافيا السياسية، سيشكل منعطفا خطيرا لبنانيا لأنّ فريق ​14 آذار​ المؤيد للسعوديّة وخاصة ​تيار المستقبل​ ورئيسه رئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​ امام استحقاق كبير، من هنا علينا فهم ما يسمى العقدة السنيّة وتمثيل النواب السنّة الستّة وميثاقيّة مخالفتهم لتوجّه المستقبل".

أما المستوى الثاني، بحسب يعقوب، فهو "طموح البعض المحافظة على توازنات حكومة تصريف الاعمال الحاليّة وشبه احتكار التمثيل السنّي من المستقبل، وثم طموح تأجيل ​مكافحة الفساد​ الذي رفع رايته والتزم به رئيس الجمهوريّة العماد ​ميشال عون​ والأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​". وأردف، "أما المستوى الثالث، فهم اصحاب النكد السياسي... وهذا الكلام

بكل صراحة هو جوهر القضية، فالمستجد الآن هو تضعضع حكومة نتانياهو بعد استقالة ​أفيغدور ليبرمان​ وتمني الاسرائيليين على الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ تأجيل الاسراع بخطوات صفقة القرن حتى شباط العام المقبل".

ورأى يعقوب أن "الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان اشبه بفخّارة متصدعة مشقّقة ترشح ولا تحتاج سوى صدمة خفيفة فتنهار"، وقال: "المخيف اليوم أن اقل من عشرة اشخاص يقبضون سنويا أكثر من خمسة مليارات فوائد الدين العام يعني اكثر من نصف الموازنة وكل نفقات الدولة والوزارات والجيش و​القوى الامنية​ اقل من النصف، هذا الواقع للاسف وصلت اليه البلاد بعد العمل الممنهج منذ سنوات طويلة، و​الشعب اللبناني​ يرزح تحت سيطرة طبقة سياسية ماكرة استطاعت ان تلتف على قوّة التغيير، واخذت الطوائف والمذاهب متاريس لبقائها وحولت التغيير الديمقراطي الانتخابي الى تقوقع طائفي، تحت شعار الصوت التفضيلي".

ولفت يعقوب الى أن "كل الازمات الاخرى في لبنان من متفرعات هذه السياسات واصبح رفع النفايات هو غاية آمال اللبنانيين"، معتبرا ان "​نهر الليطاني​ تحول الى نهر للموت والى دعاية شعبوية، واتفاقية السيول وذهابها الى البحر والفيضانات امر مستعصٍ، وتتفاقم الهجرة وترحيل الكفاءات الى الخارج، والحديث يطول للاسف مع تغييب امكانية الحلول الرشيدة والتخطيط العلمي الوطني". وقال: "حتى امكانية الاستفادة من اعادة الاعمار في سوريا غير واضحة سياسيا وطبعا قبل كل هذا معضلة استخراج النفط والغاز".

وأشار يعقوب الى ان "الناس اعتادوا على حكومة تصريف الاعمال ونحن في البقاع لن يتغير علينا أيّ شيء، فالوضع على الحضيض وحالة الناس المعيشية والنفسية مزرية جدا واتوقع شتاء قاسيا جدا سوف نشهد فيه مآسٍ غير مسبوقة".