اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "​المملكة المتحدة​ تعيش لحظات إفاقة واقعية، وأن اتفاق رئيسة الوزراء ​تيريزا ماي​ بشأن ​بريكست​ اتفاق سيء لأن فكرة الخروج من الاتحاد بالأساس فكرة حمقاء"، منبهة إلى أن "توقيع ​الاتحاد الأوروبي​، على اتفاق ماي كان الجزء الأيسر من مهمة صعبة تضطلع بها رئيسة الوزراء".

ورجحت الصحيفة "فشل ماي في مهمتها المتعلقة بتمرير الاتفاق في ​البرلمان البريطاني​ الشهر المقبل، في ظل تزايد مطرد لأعداد منتقدي الاتفاق في البرلمان سواء من أعضاء ​حزب المحافظين​ الحاكم أو من غيره"، مشيرة الى أن "​بريطانيا​ تشهد بداية فصل جديد من حياتها يكتنفه الغموض؛ بحيث لم يعد البريطانيون يرون بوضوح سوى أن بلدهم اقترب من نهاية غير سعيدة وغير ضرورية في قصة امتد زمنها زهاء 45 سنة".

ولفتت إلى "سيادة نغمة الحزن بوضوح في كلمات ساسة الاتحاد الأوروبي إبان التوقيع على اتفاق ماي بشأن بريكست"، واصفة اليوم بـ"الحزين والمأساوي؛ في حين وجدت ماي نفسها مضطرة للتعبير عن التفاؤل بشأن مستقبل بلادها؛ غير أن الأسابيع الماضية أثبتت أن بريطانيا في خسارة، وأن أي اتفاق بشأن بريكست اتفاق سيء للبلاد".

ونبهت الصحيفة إلى أن "بريطانيا عانت بالفعل أضرارا وخسائر في تعاملاتها مع دول أخرى حول العالم ودول أعضاء بالاتحاد الأوروبي على نحو ما ظهر بجلاء في النزاع الأخير حول السيادة على منطقة جبل طارق بين بريطانيا وأسبانيا"، معتبرة أن "إعلان الاتحاد الأوروبي وقوفه إلى جانب ​إسبانيا​، على لسان رئيس ​المفوضية الأوروبية​ ​جان كلود يونكر​؛ ويأتي ذلك الموقف ببساطة لأن إسبانيا مع الاتحاد الأوروبي".

وسألت الصحيفة "في ظل ذلك الموقف عما ستلاقيه المملكة المتحدة عندما تمضي وحيدة في مفاوضات مع ​الولايات المتحدة​ و​الصين​ وغيرهما"، معتبرة أن "البريكست هو أزمة اقتصادية وسياسية وعامل تأجيح وانقسام، وأن البريكست فكرة حمقاء تتضح معالمها يوما بعد يوم ولمّا توضع نهايتها بعد".