لفت المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس ابراهيم​، في كلمة له في مؤتمر بعنوان "اندحار الإرهاب في المنطقة وتأثيره على القارة الافريقية"، الى أن "الارهاب يؤثر على الجميع وعلى ​المجتمع الدولي​ التوقف عن توجيه التعليمات عن بعد والانخراط الجدي وبالتساوي في المعركة المفتوحة التي إن لم نربحها سيخسر العالم كله"، مشيرا الى أن "الإرهاب المنتقل الى ​أفريقيا​ ليس خطرا مقطوع الصلة عن العالم بل تهديد مميت للعالم أجمع".

وبين ابراهيم أن "الواقع الأفريقي يحمل المشكلات التي تؤدي الى نمو هذه الأفكار، كما أن الموقع الجغرافي ساعد على تحويل اراضيها الى فناء خلفي للعديد من الجماعات التي استقرت في الشمال الأفريقي وبحثت عن اتباع في الشرق ونقلت أفكرها للقارة كلها"، معتبرا أن "نجاح الحركات الارهابية في توظيف الصناعة الالكترونية على مستويات التجنيد و​الاعلان​ والخرق والتدريب، يجب أن ينبهنا الى إستحالة عزل تمددها عن العوامل القبلية والاثنية، التي صار فيها إرهاب هجين تتشكل من هيمنة قبلية وجريمة منظمة، وهذا الإرهاب يستغل الدين والهوية لتحقيق أهداف الإرهابيين".

وأكد اللواء ابراهيم "ضرورة إلتزام الإرادة السياسية مع الأمنية. من خلال عملي لسنوات في ​مكافحة الارهاب​ بقي هناك سؤال ملح، لماذا يزداد الارهاب انتشارا وتعقيدا؟"، مذكرا أن "الوحش الارهابي كانت أولى ربوعه في ​شمال لبنان​ وتصدينا له، لكن الاتجاهات الاساسية للإرهاب بقيت مثيرة للقلق فنجح في احتلال البعض من اراضينا على الحدود الشرقية وتوجيه ضربات موجعة في الداخل، الى أن كانت عملية ​فجر الجرود​ التي حررت الارض واعادت السيادة".

وجزم أن "تضحياتنا لم تذهب سدى ونجحنا في إحباط عشرات الهجمات التي كان لبعضها لو نجح لتسبب في حروب أهلية، واعتمدنا الأمن الوقائي عبر تتبع الشبكات عبر مواقع التواصل تحت سقف القانون وطورنا مهارات وخبرات هائلة بمكانات متواضعة ولا تزال تحقق أهدافا في استراتيجية مكافحة الارهاب".

وأضاف: "رغم النجاحات هذا الإرهاب وإن ضعُف لم يتلاشى ويتمتع بمرونة وقادر على التسلح وحيازة التقنيات واستخدام وسائل التواصل الإجتماعي وقادر على شن هجمات بأسلحة سهلة متوفرة مثل عمليت الدهس أو الهجمات الفردية ضد التجمعات السياحية"، داعيا الى "التنبيه الى ضرورة تعاون الدول في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية وعلى الدول المتطورة دعم الدول الصغيرة".

ورأى أن "ما وصل اليه العالم في ​مكافحة الإرهاب​ يجب الإنتقال به الى مرحلة المهاجمة والتعطيل حيثما تواجد. فمهاجمة الإرهاب في أوكاره وملاحقته ضرورتان، لكن وحدهما لا يفيان بالغرض لان المطلوب منع انتقال الارهابيين وحرمانهم من مواردهم التي تعزز ايديولوجياتهم، ملاحقتهم عبر الشبكات الالكترونية ومراجعة الهيكل القاعدي للانترنت، اعتماد تجارب موحدة لتبادل المعلوملت الاستخباراتية، وقف بعض الدول من استثمار الارهاب".

وأضاف: "ربما ربح العالم الحروب الاخلاقية على الإرهاب والدكتاتوريات لكن يجب الاعلان أننا قاصرون عن تحقيق نصر كامل عن الارهاب في كل العالم، والدليل هو اتساع امبراطورية التوغل الديني المتطرف"، مشددا على أنه "حان الوقت لينتقل العالم الى المبادرة في مواجهة الإرهاب. ونحن في حربنا على الإرهاب لاحظنا ان سياسيات عدة حالت دون توحيد الجهود ما أخر الإنتصارات وزاد من هول الجرائم".