لفت الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني ​حنا غريب​ في اجتماع الأحزاب الشيوعية و​العمال​ية العالمي في ​أثينا​ الى "أننا نجتمع اليوم لبحث الموضوعات السياسية والفكرية التي تندرج في سياق شعار اللقاء العشرين للأحزاب الشيوعية والعمالية: الطبقة العاملة المعاصرة وتحالفاتها: مهام الأحزاب الشيوعية في النضال ضد الاستغلال والحروب الامبريالية - من أجل حقوق العمال والشعوب - من أجل السلام والاشتراكية".

ورأى أنه "على الرغم مما أصاب الحركة الشيوعية في العالم إثر انهيار المنظومة الاشتراكية بقيادة ​الاتحاد السوفياتي​، وتفكك أحزاب كبيرة وانزياح كتل سياسية وازنة نحو اليمين، والنشوة التي عاشتها الرأسمالية بقيادة ​الولايات المتحدة الأميركية​ معتقدة أنها هزمت خصمها الطبقي إلى الأبد، على الرغم من هذه النكسات، لم نيأس ولم نتراجع ولم نستسلم لا فكريا ولا سياسيا. على العكس، رغم الصعوبات، استمرت الأحزاب الشيوعية والاشتراكية في نضالها لأنها استشرفت الأزمات القادمة للرأسمالية، وحتمية الصراع ضدها من أجل التحرر الوطني ومن أجل الاشتراكية والخلاص من نظام الاستغلال".

وأشار الى أن "العالم يعيش اليوم مرحلة انتقالية تواجه فيه الامبريالية المنتصرة بانتهاء ​الحرب الباردة​ وبتكريس عالم أحادي القطبية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية - ومعها حلفاء تابعون في ​الاتحاد الأوروبي​ و​اليابان​ ودول ​الناتو​ - تحديات جدية مع الصعود السريع لأقطاب دولية أخرى منافسة وذات مصالح متناقضة مع الامبريالية المهيمنة. وتسعى هذه الأقطاب، التي ليست في معظمها دولا او أقطابا اشتراكية، الى قيام نظام عالمي جديد متعدد القطبية وسط صراع يحتدم بأشكال وصيغ شتى في هذه المرحلة الانتقالية.

وأضاف: "الحركة الشيوعية العالمية مطالبة تجاه شعوب العالم بأن تقدم نفسها، قوة سياسية وفكرية موحدة وبديلة في مواجهة الرأسمالية وقوى التطرف المذهبي والاتني وأنظمة الاستبداد التي هرعت لترث الفراغات التي تركها فشل مشروع الرأسمالية النيولبرالية. ونحن في ​الحزب الشيوعي اللبناني​ نتابع عن كثب وباهتمام كبير المسارات المختلفة نحو الاشتراكية في العديد من البلدان. ان هذه المسارات بكل إنجازاتها الكبيرة، وبما تنطوي عليه من مخاطر وتحديات كامنة، تمثل اختلافات داخل الوحدة، وهذه الوحدة هي وحدة هدف تحقيق الاشتراكية التي ستحل محل الرأسمالية وتنهي قرونا من القهر والاستغلال الطبقي. ويجب أن تعكس هذه الوحدة نفسها على مستوى علاقات مفتوحة ومتساوية وأخوية بين الأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم. كما يجب تعزيز اجتماع الأحزاب الشيوعية والعمالية من خلال جعله أكثر مرونة وأكثر فعالية، وإضفاء الطابع المؤسسي عليه. وتنفيذا لهذه المهمة، تتحمل الأحزاب الشيوعية الحاكمة وما يمكن تسميته مراكز الجاذبية الشيوعية في العالم مسؤولية خاصة، بالإضافة إلى المسؤولية التي يتحملها كل حزب منا".

وشدد على "أننا في الحزب الشيوعي اللبناني كنا على مدى 94 عاما مضت على تأسيسه، حزبا مقاوما قدمنا خلالها مئات الشهداء ضد الأمبريالية وادواتها من الرجعية العربية والكيان الصهيوني والقوى الطائفية والمذهبية والظلامية، من اجل حقوق الطبقة العاملة والفئات الشعبية من اجل التحرير والتغيير الديمقراطي، نعدكم اليوم بأننا سنتابع المسيرة بكل امكانياتنا من أجل تحقيق هذه المهمة الحاسمة على طريق بناء الأشتراكية، عبر برنامجنا المستند إلى مواجهة هذا المشروع الامبريالي وفي مقدمه نظامنا السياسي الطائفي وقوى اليمين ورأس المال الكبير وأدواته الطائفية والمذهبية، وعبر مقاومة وطنية وعربية شاملة وبكافة الوسائل المتاحة، بصفتها حركة تحرر وطني وعربي من نوع جديد تقوم على تجميع وقيادة القوى اليسارية والشيوعية والديمقراطية العربية لهذه الحركة، وهو التحدي المطروح امام اليسار العربي للقيام بدوره التاريخي في بناء دول وطنية علمانية وديمقراطية في المنطقة على طريق الاشتراكية".