أكّدت تسريبات نشرها موقع "اكسيوس" الأميركي أن "رؤية الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ الانتهازية تجاه الدول الحليفة للولايات المتحدة، خصوصا من التي تتمتع بمخزونات من النفط، تمثلت في طلبه إلى مستشاريه مرارا، العمل على خطط لاستغلال النفط في المناطق العراقية التي ينتشر فيها جنود اميركيون، مبررا طلبه بان أميركا انفقت تريليونات الدولارات على حرب العراق، وان استخراجها واستغلالها النفط هو حق مشروع لاستعادة دينها على العراقيين".

وذكر الموقع ان "ترامب اثار الأمر في لقاءين مع رئيس الحكومة العراقي السابق ​حيدر العبادي​، وانه توجه اليه بالقول "ماذا عن النفط؟" ليرد العبادي بان الحكومة تعاقدت مع عدد كبير من الشركات الأميركية وان لشركات الطاقة الأميركية اهتماما في بلدنا".

وأوضح الموقع أنه "أثناء استقباله زعماء حلفاء دول نفطية، خليجية خصوصا، لم يتردد ترامب في مطالبتهم علنا بزيادة انفاقهم على شراء السلاح الاميركي، مكررا تصريحات على طراز ان ما تنفقه هذه الدول حاليا هو بمثابة "خردة" مقارنة باحتياطيات النفط التي تملكها وعائداتها النفطية المرتفعة".

وبحسب "اكسيوس"، فقد "تدخل المسؤولون في ادارة ترامب لاقناعه، لا بعدم قانونية الخطوة فحسب، بل بصعوبة تنفيذها، اذ ان استخراج موارد اولية يتطلب مشاريع ضخمة متخصصة ومكلفة وبنية تحتية يحتاج بناؤها سنوات، ولا يمكن للجنود انفسهم الحفر واستخراج هذه الموارد".

لكن رغم كل محاولات المستشارين، يبدو ان ترامب لا يزال يرى صداقة ​الولايات المتحدة​ ببعض حلفائها النفطيين، من زاوية ما يمكن لبلاده ان تجنيه من النفط وعائداته، ان بصورة مباشرة او غير مباشرة، من قبيل تصريح ترامب، في تغريدة، ان سعر النفط بلغ أدناه في أشهر، الاسبوع الماضي. وقام ترامب بتوجيه الشكر الى نفسه لاعتباره ان سياسته مع الحلفاء النفطيين هي التي حملتهم على رفع الانتاج لخفض الاسعار، وهو ما يفيد الاميركيين واقتصادهم.

ويرى خبراء الطاقة في الولايات المتحدة ان اهتمام القوى الكبرى في العالم، ومنها اميركا، بالنفط، تغير على مدى العقود القليلة الماضية، اذ كانت هذه القوى تحتاج، في الماضي، الى السيطرة المباشرة على حقول انتاج النفط حول العالم لتضمن حصولها عليه وتيسير امور اقتصادها.

لكن بعدما راحت الحكومات تتسابق على بيع نفطها في السوق العالمية، لجني عائداته، لم تعد الاقتصادات الكبرى بحاجة الى حماية منابع النفط بشكل مباشر، اذ يمكنها شراؤه من السوق التي تتسابق الدول المنتجة على تأمين عقود وزبائن لها من خلاله. وحده ترامب يبدو انه لا يزال عالقا في تفكيره ورؤيته لعلاقة الولايات المتحدة بالنفط بزمن مضى.