تؤكد اوساط بارزة في ​8 آذار​ ان كل ما جرى في الايام الماضية من احداث وتصريحات وسجالات بين فريق ​تيار المستقبل​ والرئيس المكلف والوزير السابق ​وئام وهاب​ هو منفصل عن الازمة الحكومية وغير مرتبط بالتعثر الحاصل. وتؤكد الاوساط ان تناول رئيس الحكومة او اي شخصية اخرى من اي فريق كانت بتعابير تتخطى مفردات العمل السياسي والخطاب السياسي ومهما كان سبب الخلاف المسبب لذلك غير مقبول ويمكن ان يكون له نتائج عكسية وسلبية.

وتستهجن الاوساط توظيف تيار المستقبل بعض التصريحات في سياق الضغط على رئيس الحكومة المكلف او التهويل عليه لقبول ما لا يطيق لان الواقع مختلف تماماً. فما يريده ​حزب الله​ على سبيل المثال خرج امينه العام ​السيد حسن نصرالله​ جهاراً وفي خطاب متلفز ليقوله ولم يخفه وهو والحزب منذ الخطاب ثابتين عند مطلب توزير احد النواب الستة او من يسمونه والا فلا اسماء لوزراء الحزب تسلم الى الرئيس ​سعد الحريري​ ولا حكومة ولو امتدت الازمة سنوات وهذا الكلام نهائي ولا تراجع عنه. ولكن في المقابل الامور لم تغلق عند الثنائي الشيعي وها هو رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ على خط اجتراح الافكار والحلول فالثنائي الشيعي وفريقنا يريد حكومة في اسرع وقت ممكن ولكن ليس على حسابنا وحساب حلفائنا فلسنا كمالة عدد واولاد جارية لنمنن ببضعة مقاعد وزارية.

وتؤكد الاوساط ان هناك قنوات اتصال مباشرة بين الثنائي الشيعي والرئيس المكلف وما نريد قوله له نقوله بشكل مباشر ولا نخشى احداً ولا نتعامل بالواسطة لا مع حلفائنا ولا مع خصومنا فنحن مكون اساسي في هذا البلد ولا سلطة تحكم بمعزل عن رأينا ولن نقبل بعزلنا او بعزل اي فريق كان لذلك ندعم مطالب النواب الستة منعناً للتهميش والاستئثار.

وتصف الاوساط ردة فعل تيار المستقبل خلال يومين احتجاجاً على تصريحات تناولت الحريري بأنها خطيرة وسلبية وتشكل ادانة لرئيس الحكومة قبل اي فريق كان فالحريري في السلطة ولا يمكن لاهل السلطة ان يهددوا الامن والاستقرار. وتقول الاوساط ان الاحتجاجات كانت منظمة ومنسقة في مختلف المناطق المختلطة مذهبياً وطائفياً وقطعت طرق حساسة وتذكر بالاحداث الماضية وبسيناريوهات طويت بعد صفحة حزيران 2011 وهي ليست عفوية او مجرد رد فعل احتجاجي على تصريحات ما بل هي رسالة للعهد وللحكومة ولحزب الله ولحركة امل وللتيار الوطني الحر، ان التيار الازرق قادر على تهييج الشارع السني المؤيد للحريري وانه جاهز لتوتير الشارع ومناصرة زعيمه اذا تعرض لضغط سياسي وحكومي.

وتشدد الاوساط على ان رسالة فريقنا للحريري والجميع اننا نرفض لعبة الشارع ونحذر منها ولن نسمح بها مهما كلفت الظروف كما اننا لن نسمح بأية الاعيب تطال الاستقرار الامني والمالي والنقدي ومعيشة الناس.

وتكشف الاوساط ان هناك فريقاً سياسياً في البلد مكون من تيار المستقبل والقوات وبقايا ​14 آذار​ يشكل "لوبي" اقتصادي واعلامي وسياسي ومهمته تخويف اللبنانيين من تدهور الاقتصاد وسعر الصرف وعدم توفر رواتب الموظفين والمتقاعدين وإفلاس الدولة بسبب عدم تشكيل الحكومة وتحميل فريقنا مسؤولية الانهيار بسبب مساندة النواب الستة في مطالبهم والتي تؤدي الى عدم تشكيل الحكومة وتقول انها "تركيبات" وفبركات غير صحيحة والاعيب للضغط على فريقنا وتهويل اعلامي سياسي علينا وعلى الناس لن يجدي نفعاً فمشكلات السيولة والدين العام وتدهور الاقتصاد مسؤولية جماعية لكل الطبقة السياسية وهي مزمنة ومنذ الطائف حتى اليوم والاستدانة موجودة والعجز موجود بل على العكس هذه الطبقة امعنت في الهدر والفساد والسرقة وزادت المديونية.

وتؤكد الاوساط ان رسالتنا وصلت الى من يعنيه الامر حيث اتخذ ​المجلس الاعلى للدفاع​ قرارات حاسمة بمنع اللجوء الى الشارع وعدم السماح بأي مس بالامن كما وصلت تحذيراتنا لمن يعنيهم الامر بعدم السماح بالمس بالاقتصاد ولعب لعبة العقوبات الاميركية لتركيع الناس. وتختم الاوساط بالتأكيد ان مخاطر اي تفجير امني في لبنان باياد خارجية يبقى مطروحاً كما خطر اي اعتداء اسرائيلي ولكن بنسب منخفضة والمقاومة وفريقنا جاهزان لاسوأ احتمال قد يحدث مع تأكيد تغليب الحوار والوحدة والايجابية الداخلية على اي خيار آخر مهما كثرت التحديات.