زيارة مميّزة قام بها مجمع الأساقفة ​الموارنة​ برئاسة غبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي إلى الأعتاب الرسوليّة، وحملت في طيّاتها معانٍ روحيّة وراعويّة تدخل في إطار الشراكة مع الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة، حيث أكّد آباء المجمع برئاسة رأس الكنيسة المارونيّة، على اتحادهم برأس الكنيسة الكاثوليكيّة، قداسة ​البابا​ فرنسيس، وعلى عمق شراكتهم مع ​الكرسي الرسولي​، كما أنّهم على الصعيد الروحي أقاموا الذبيحة على ضريح القديس بطرس وأعلنوا أن إيمانهم هو إيمان بطرس، وجدّدوا التزامهم في رعاية الكنيسة بأمانة وفق قلب يسوع الفادي.

واكتسبت زيارة الآباء إحترام رؤساء المجامع والمجالس الفاتيكانيّة، إذ أعربوا عن إعجابهم بتنظيم الكنيسة المارونيّة الراعوي والمؤسّساتي حيث كان هناك تبادل للخبرات، كما كان ملفتاً في هذه اللقاءات تحلّق الأساقفة حول بطريركهم وتناغمهم في كل المواضيع الّتي طرحت.

ولعلّ اللقاء المميّز في العشرين من تشرين الثاني 2018 مع قداسة الحبر الأعظم ​البابا فرنسيس​، كان بمثابة لقاء الأبناء بأبيهم، فأعرب عن تقديره ومحبّته للكنيسة المارونيّة، رعاة ومؤمنين، وقد تجاوز هذا اللقاء الساعتين ونصف الساعة، ساد خلاله جوّ من الودّ وتبادل وجهات النظر إذ جاوب قداسته بتواضع وبساطة على كل الأسئلة الّتي طرحها عليه آباء المجمع، بحيث تكسرت كل أشكال البروتوكول، وكأب، أفاض من روحانيّته وعفويّته وإعجابه بالعمل الرسالي الّذي تقوم بها الكنيسة المارونيّة عبر مؤسّساتها على اختلاف أنواعها، وشجّع الآباء على المضي قدماً في هذه الرسالة مثنياً على دورهم الرعوي في حقل الرّب.

ومن موقع المسؤوليّة الإعلاميّة، لفتني غياب جدول الأعمال الّذي وضعه بعض الإعلاميّين للّقاء الّذي كان مرتقباً بين قداسة البابا وآباء المجمع، فشكّل هذا الأمر صدمة بالنسبة لي، لأنّ بعض الإعلام والإعلاميّين ينشر أخباراً من نسج الخيال، في حين أن دورهم يكمن في نقل الحقيقة دون سواها.

فبربّكم كفى تضليلاً وكفى تنقيباً عن الأخبار في سلّة المهملات، سيروا إلى فوق نحو الحقيقة السميا واجعلوا من إعلامنا منبراً لتنوير الراّي العام وليس لتضليله، واجعلوا من ​مواقع التواصل الإجتماعي​ ساحة للّقاء والحوار وتبادل المعرفة.

بالعودة إلى الزيارة أختم وأقول بحق، إنّ هذه الزيارة جاءت عكس ما توقّع لها المنجّمون.