اشار قائد الجبهة الداخليّة في الجيش ال​إسرائيل​يّ الجنرال تامير يدعي الى إنّه لا يوجد عاقِلان على اختلافٍ بأنّ التهديد على الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة في الحرب القادِمة سيكون قاسيًا جدًا ويحمل في طيّاته تحدياتٍ جسامٍ.

ولفت الجنرال يدعي في مؤتمرٍ لرؤساء السلطات المحليّة في الدولة العبريّة والذي كان تحت عنوان كيفية التصرّف والتحضير لحالات الطوارئ في مدينة ​عسقلان​ "أشكلون"، إلى أنّ العام القادِم 2019، سيكون مُعقّدًا ومُركبًّا ويحمل التحدّيات الخطيرة لإسرائيل، مُضيفًا أنّه إلى جانب القدرات التي تعرفها إسرائيل عن العدوّ من الماضي، يوجد اليوم واقعًا جيوـ إستراتيجيًا جديدًا، والذي يضع أمام اسرائيل تحدّياتٍ وتهديداتٍ جديدةٍ، مُشيرًا أيضًا إلى أنّه لا يقصد الأسلحة المعروفة، إنمّا القدرة لدى ​حزب الله​ على إطلاقها باتجاه العمق الإسرائيليّ بشكلٍ مُكثّفٍ، مُشدّدًا على أنّ منطقة الشرق الأوسط تغيّرت بشكلٍ كبيرٍ وما كان لم يعُد موجودًا. واشار الى ترسانة حزب الله ودقّة إصابتها وتغطية صواريخ الحزب لكلّ بُقعةٍ في اسرائيل.

وحذّر قائد الجبهة الداخليّة في ​الجيش الاسرائيلي​ أيضًا من أنّ هناك إمكانيّةً أنْ تضطّر إسرائيل إلى خوض حربٍ في الشمال ضدّ حزب الله، وفي الجنوب ضدّ المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، في آنٍ واحدٍ، كاشفًا النقاب عن أنّ الاستخبارات الإسرائيليّة تملك معلوماتٍ عن تنسيقٍ بين حزب الله والمُقاومة الفلسطينيّة في غزّة. وتابع قائلا "لن يكون وضعًا كما كان في السابِق، في الشمال وفي الجنوب يُحارِبون، وفي منطقة ​تل أبيب​ يحتسون القهوة، على حدّ وصفه".

وفي السياق، قال مُراسِل الشؤون العسكريّة في صحيفة "​يديعوت أحرونوت​" إنّه "لا يفهم لماذا هذه الضجّة، لقد قال الجنرال الحقيقة، وحاوَل أنْ يُخفّف من القادِم، والقادِم أعظم"، على حدّ تعبيره، لافتًا إلى أنّه إذا كانت هناك انتقادات على طريقة الإعلام، فإنّه يجب توجيهها إلى القائد العّام للجيش وإلى وزير الأمن ورئيس الوزراء، ​بنيامين نتانياهو​، لأنّها يمتنِعان عن التحدّث للجمهور الإسرائيليّ وإبلاغه بخطورة الوضع".

وتابع المُراسِل، المُرتبِط بالمؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ في الأجهزة الأمنيّة إنّ تعاظم قوّة حزب الله الكميّة ليست هي المُعضِلة التي تُعاني منها إسرائيل، ولا الحديث عن امتلاك الحزب أكثر من 150 ألف صاروخٍ وقذيفةٍ، وليس عن أنّه في حرب لبنان الثانيّة، التي استمرّت 33 يومً أطلق 4500 قذيفة وصاروخًا باتجاه عمق الدولة العبريّة، أنمّا الخطر يكمن في أنّ الصواريخ التي يملكها حزب الله، والقادِر على إطلاق 1500 صاروخًا وقذيفةً على مدار الأيّام الأربعة الأولى من حرب "لبنان الثالِثة"، وبعد ذلك سيستمّر في إطلاق 1200 قذيفةً وصاروخًا كلّ يومٍ، ولمدّياتٍ مُختلفةٍ، مُشدّدًا وفق المصادر عينها على أنّ كلّ بُقعةٍ في إسرائيل باتت في مرمى صواريخ حزب الله، إذا قرر الحزب تفعيل كلّ قوّته العسكريّة، أيْ بكلماتٍ أخرى، أضافت المصادر، فإنّ هذه الكمية التي ستُطلَق على العُمق الإسرائيليّ تفوق عدد جميع الصواريخ التي تمّ إطلاقها باتجاه الدولة العبريّة منذ إقامتها في العام 1948.

وكشفت المصادر ذاتها النقاب عن أنّ الحديث لا يجري عن قذائف تحمل رؤوسًا مُتفجرّةً بزنة 20 كغم، كالتي أطلقتها المٌقاومة الفلسطينيّة على ​بئر السبع​ في الـ17 من شهر تشرين الثاني الماضي، بل عن صواريخ تحمل رؤوسًا متفجرّة ومُتطورّةً ومًتقدّمةً بزنة 200 كغم، وحتى 300 كغم، لا بلْ أكثر من ذلك، مُضيفةً أنّه لو عمِلت جميع منظومات الدفاع بشكلٍ ممتازٍ فإنّها لن تتمكّن من صدّ الهجوم الصاروخيّ لحزب الله.