لم تكن قوى "​8 آذار​" في أجواء كلام رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهّاب، عندما شنّ تهجمه على رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، ولم تكن راضية على مضمون كلام وهّاب الذي جرى التداول به على وسائل التواصل الاجتماعي، لا بل وضعته في خانة "الخطأ الكبير"، خصوصا ان الحريري "إستفاد من تهجمّات وهّاب في إستعادة تعاطف شعبي، رغم محدوديته".

لكن تلك القوى نفسها، لم ترتح لمشهد قوّة "المعلومات" التي دخلت بلدة الجاهلية، تحت عنوان تنفيذ قرار قضائي، وكادت تودي بالبلد الى حرب أهلية، أو تذكّي فتنة درزية-سنّية، في منطقة حسّاسة في الشوف. وترى المصادر المطّلعة أن مسارعة رئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ ​وليد جنبلاط​ الى بيت الوسط، جاء عملياً لفرملة الاندفاعة الحريرية، بعدما لمس تعاطفاً درزياً مع وهّاب تخطّى حدود الجاهلية والشوف، رغم ان جنبلاط عكس جوّاً مغايراً في تصريحه الاعلامي.

وتلفت المصادر المطّلعة الى ان نداء وهّاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واعتباره أن كرامة الدروز معرّضة للمس من خلال خطوة 'المعلومات" أثار جزءا كبيرا من بني معروف، الذين يعتبرون تاريخياً أن الدخول بتلك الطريقة الى بلداتهم ومنازلهم، يمس الحرمات والكرامات.

فهل اخطأ فرع "المعلومات"؟

تقول مصادر "8 آذار" إنّ الفرع المذكور قوة أمنية، تنفّذ قراراً قضائياً، وتوجيهات سياسية. بإعتبار أن لبنان بلد محكوم بأطره واعتباراته السياسية، ولا يمكن لأي قوة ان تنفذ أي قرار بحق أي سياسي، سواء رئيس حزب، أو شخصية قيادية، من دون دراسة التبعات التي يمكن ان تجرّها الخطوة، خصوصا ان الاتهام ينطلق من الخلاف السياسي وليس السبب الجرمي الشخصي. وتسأل المصادر نفسها: متى كانت تحصل تلك الخطوات الأمنية في تاريخ لبنان؟ ولذلك ترى أن الخطوة لم تكن موفّقة، لأن وهّاب يرئس حزباً سياسيا، ونال رقماً انتخابياً عالياً، ولديه انصار وحلفاء، وهو يشكل ركيزة من ركائز قوى "8 آذار" التي باتت الآن تتعاطف معه، بعدما تبرأت من تهجماته منذ أيام. وعلى هذا الاساس، استفاد رئيس حزب "التوحيد العربي" من مشهد المعلومات في الجاهلية، وخرج من الخطوة "بطلاً"، بينما تأذّى الحريري شعبياً، بعدما كان كسب خلال الايام الماضية.

من جهتها مصادر في قوى "​14 آذار​"، ترى ان "المعلومات" تطبّق القانون، لان هناك تبليغاً قضائياً تهرّب منه وهّاب. وتعتبر انه مواطن لبناني كغيره، لا حصانة له. وترى ان ردة الفعل في الجاهلية تمس بمظهر وجوهر الدولة، لأن فرع المعلومات هو فصيل أمني تابع ل​قوى الأمن الداخلي​، ويمثّل كل اللبنانيين.

وعن تسرّع وخطأ التنفيذ، ترد المصادر نفسها بأن وهّاب هو من اخطأ بشهادة جميع اللبنانيين، وعليه الدفاع عن نفسه امام القضاء.