ركّز مفتي ​طرابلس​ و​الشمال​ الشيخ ​مالك الشعار​، على أنّ "هذا الوطن يحتاج إلى كلمة الكبار العقلاء الحكماء أهل الرأي، هذا الوطن يحتاج إلى نخبة لا تُسكرها المناصب ولا تحيد عقولها المراكز ولا تتلاشى قواها أمام المغريات، هذا الوطن في حاجة ماسّة إلى رباطة جأش وإلى إرادة وطنية صلبة لا تهزّها الرياح لتعمل من أجل الحفاظ على الكيان اللبناني واستقلاله".

ولفت خلال حوار دعا إليه "لقاء الأحد الثقافي" في طرابلس ولبّاه رئيس الجمهورية الأسبق ​ميشال سليمان​، إلى أنّه "حالفني الحظ بالتواصل المستمر مع سليمان، وصدّقوني كان السند الأوّل لطرابلس، وكان الإطفائي الأول للفتن الّتي كادت تعمّ طرابلس كلّها، وكان المتابع الدائم. كانت طرابلس ولم تزل تسكن قلبه وعقله وكان يأبى أن تتفاقم الأمور".

ونوّه الشعار إلى "أنّني كتبت يومًا في إحدى الصحف يوم كان رمزًا ل​قيادة الجيش اللبناني​، حين واجه قضية نهر البارد بمواقف حازمة ولكنّها ممزوجة بالرحمة، رحمة الأطفال والنساء والشيوخ الكبار، كان يومها صاحب التوجيه الأوّل للجيش الّذي يرأسه أن هؤلاء أهلنا رفقا مع الحزم لكلّ مظاهر التطرف و​الإرهاب​، هذا توازن قلّما يتملّق القيادات العسكرية أو السياسية".

وتوجّه إلى سليمان بالقول: "أعذرني تارة المسائل العسكرية تسيطر على القيادة وتارة المشاغل السياسية العامة، فتضيع البوصلة"، مبيّنًا أنّ "سليمان كان رمزًا لهذا التوازن العسكري والسياسي، ألف تحية إليك لا ننساك ولن ننساك، كنت فخر البلد وما زلت فخر مسيرة وحدة الوطن بتوازن واعتدال، لأنّ القوة في حسن اختيار الكلمة وليس في الضجيج وليس في التهديد".