أكّد رئيس "​حركة الاستقلال​" النائب ​ميشال معوض​ "أنّنا نفتخر بشهدائنا وننحني أمام تضحياتهم العظيمة، ونقول لهم: أنتم وجداننا وتاريخنا والتزامنا ودمنا"، لافتًا إلى أنّ "شهداءنا رسموا بدمهم طريقًا لا نقبل أن نحيد عنها. طريق ​لبنان​ السيد والحر والمستقل، طريق الدولة القوية الّتي لا تساوم على السيادة، لبنان الميثاق والشراكة المتوازنة والحرية والتعددية والانفتاح والمصالحة الوطنية الشاملة"، مركّزًا على "أنّنا نفتخر أن كون أبناء مدرسة ​رينيه معوض​، مدرسة بسط الشرعية على كامل الأرض اللبنانية، مدرسة السيادة لآخر نفس والتمسّك بالشرعية والمرونة الصلبة، مدرسة الإنفتاح والإنماء والكفاءة".

وأوضح في كلمة له خلال ذكرى اغتيال رئيس الجمهورية رينيه معوض أنّ "من هذا المنطلق ولأنّنا أبناء المصالحة، ومثلما شجّعنا ورحّبنا بمصالحة معراب بين "حزب القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" ومازلنا ننتمسّك بها نظرًا لأهميّتها، فإنّنا نرحّب أيضًا بالمصالحة بين "القوات" و"تيار المردة" الّتي طالما دعينا إليها، والّتي طوت صفحة سوداء من تاريخ المسيحيين و​الشمال​".

وشدّد معوض على أنّ :لبنان في حاجة إلى المصالحة بين كلّ أبنائه، ونتمنّى أن لا تقوم على تقاطع مصالح سياسية، كي تستمر وتدوم. أي اختلاف سياسي حق مشروع، لا يجب أن يعيدنا إلى نبش القبور"، منوّهًا إلى أنّ "صراعات الماضي لم تؤدّ إلّا إلى وبلات ودمار ودم، وكلّنا خسرنا فيها. يمكن أن نتخلف، لكن ممنوع أن نتقاتل".

وبيّن "أنّنا أمام أزمة وطنية، حكومية، مالية، إقتصادية، اجتماعية، بيئية وأخلاقية. أزمة لها بعد كياني لا يمكن الاستهتار بها، وإذا انفجرت سترتدّ على الجميع. أزمتنا خطيرة جدًّا لكن قدرنا ليس الانهيار. لدينا القدرات لتخطّي الإنهيار، شرط تخطّي حروب التعطيل والتنافس على الفساد".

ورأى معوض أنّ "الأزمة ليست أبدًا أزمة دستور أو نظام، بل الخروج من الأزمة يتطلّب أوّلًا العودة إلى ​الدستور​ الّذي هو ضمانتنا جميعًا، وأي فرض لمعادلات من خارج الدستور، أو محاولة فرض انقلاب على ​اتفاق الطائف​، كلفته غالية جدًّا"، ذاكرًا أنّ "الوصول إلى الطائف الّذي نظّم علاقتنا كلّفنا أكثر من 150 ألف شهيد"، مشدّدًا على أنّ "لا خلاص للبنان إلّا بالحياد الإيجابي. مهما كان نوع دستورنا وطبيعته، لا يمكن تخطّي المشاكل إذا أصرّ البعض على ربط لبنان بمحاور خارجية".

وركّز على أنّه "حان الوقت لنعود كلّنا إلى لبنان، وأي خروج عن الحياد الإيجابي، يتضارب مع مصالحنا الإقتصادية العليا. الخروج من أزمتنا يتطّلب العودة إلى الشراكة الوطنية وتمتينها. الشراكية يجب أن تكون بكلّ القرارت الوطنية والحكومية والاستراتيجية، وتحت سقف الدولة. يجب أن تكون الشراكة ميثاقية ومتوزانة تحترم المناصفة الحقيقية، ومن أسس الشاركة الفعلية أن نلتف جميعنا حول العهد و​التسوية الرئاسية​ الّتي بُني عليها".

وجزم أنّ "أي ضرب للتسوية الرئاسية الّتي قام عليها العهد، سيكون ضربًا لأسس الاستقرار في لبنان وتدخلنا إلى المجهول".