يختصر البيان الذي اصدره لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية منذ يومين والذي يمثل موقف ​حزب الله​ و​حركة امل​ و​الحزب القومي​ وكل احزاب و​قوى 8 آذار​ بعضاً مما جرى في الايام الماضية من معطيات ومجريات كادت ان تصل بالبلاد الى معركة ومن خلالها الى حرب اهلية. وتؤكد اوساط قيادية بارزة في 8 آذار ان هذه الحادثة تشكل سابقة في الحياة السياسية اللبنانية ولا يمكن القبول بها او السكوت عنها فاستعمال الاجهزة لتنفيس احقاد شخصية و"الاخذ بالثأر الشخصي" ليس مقبولاً من جهة سياسية يفترض انها في موقع مسؤولية وفي موقع رئيس الحكومة الذي يجب ان يحافظ على استقلالية ​القضاء​ و​الاجهزة الامنية​.

وتؤكد الاوساط ان كل فريقنا السياسي لا يقبل او يسمح بالمس بكرامة اي شخص او سياسي او اي جهة كانت مهما كان موقعها او انتماؤها وفريقنا مع ان يكون الخطاب السياسي موزوناً ويحترم آداب التخاطب العامة والسياسية والاعلامية وهذا الامر لا ينطبق على رئيس ​حزب التوحيد العربي​ الوزير السابق ​وئام وهاب​ والذي عبر عن رأي سياسي وشخصي ما واذا كان هناك من دعوة قضائية فيجب ان تحترم الاصول في الدعوى وفي التبليغ فالرأي ليس جريمة واذا وصل الى درجة القدح والذم فله محكمة المطبوعات كما يؤكد المحامون في فريقنا السياسي. وتؤكد الاوساط ان فريقنا السياسي بكل تلاوينه يحترم القضاء وتحت سقف القانون وحتى الوزير وهاب لم يرفض المثول امام القضاء وانه يحترم القانون وليس فوقه.

وتشير الاوساط الى ان ما جرى امس الاول من اقتحام للجاهلية من قبل جهاز امني رسمي تم بأمر مباشر من الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ وبغرض العراضة الامنية والاستقواء وتنفيذ ثأر شخصية وانتقامي وليس انفاذاً للقانون. فالتبليغ لا يتم بقوة اقتحام مخصصة لحرب وليس لتبليغ شخص او اعتقاله وهناك طرق قانونية عدة للتبليغ بدل التصرف بطريقة مليشاوية واقتحام القرية كمكان ارهابي وترهيب الناس واطلاق النار على المواطنين.

فكان الهدف "استضعاف" وهاب وتكريس منطق "الحيط" الواطي لكل حلفاء حزب الله وكل من تسول له نفسه الاعتراض على نهج الحريري او معارضته. فالقوة التي اتت الى الجاهلية لم تتوقع ردة الفعل الحازمة من الناس ومن مرافقي وهاب فاطلقت النار بعد فشلها في تحقيق مرادها.

وتؤكد الاوساط ان حزب الله لعب دوراً اساسياً في تجنيب الجاهلية ولبنان مجزرة كانت ستحصل لانه كما يبدو ان من اتخذ قرار اقتحام الجاهلية بهذه القوة الامنية لم يقدر خطورة افتعال صدام مسلح مع وهاب ومرافقيه واهل البلدة ومن انصاره، كما لم يقدر خطورة ما جرى سياسياً وخصوصاً بعد استشهاد احد مرافقي وهاب محمد ابو ذياب برصاص القوة المهاجمة وفق التقارير للطب الشرعي. وتتابع الاوساط ان الجهات المكلفة في حزب الله اجرت ما يلزم من اتصالات مع الوزير وهاب ومع القوى السياسية المعنية ومع الاجهزة الامنية والتي ابلغت بدورها فحوى رسالة حزب الله الى الحريري، اذ لم يتواصل حزب الله مع الحريري مباشرة لكن الرسالة كانت مباشرة: اوقفوا ما يجري في الجاهلية لان ذلك من شأنه احداث حرب وفتنة اما حل الامر فليكن تحت سقف القضاء والقانون والاجهزة ليست للثأر او تصفية الحسابات الشخصية.

وتؤكد الاوساط ان ما جرى في الجاهلية سيكون له تداعيات سياسية على الحريري الذي خسر في الجولة الاولى عندما استعمل الشارع بشكل خاطىء وخسر مرة ثانية عندما استعمل جهاز امني رسمي لتنفيس احقاد شخصية وبطريقة غير مقبولة وميليشاوية وكرئيس حكومة يفترض ان يكون مؤتمناً على مؤسسات الدولة واجهزتها وسقط دم وضحايا نتيجة هذا التصرف. فاثبت الحريري انه ليس رجل دولة بينما ربح وهاب وكل فريق 8 آذار معركة الجاهلية سياسياً عندما اثبتوا انهم تحت القانون وانهم يحترمون القضاء والاجهزة الامنية عندما تكون على حق وتحترم الاصول وذلك رغم الخسارة الاليمة بوفاة الشهيد ابو ذياب فالدماء عندما تسقط بهذا الشكل لا بد ان تنصف المظلوم وتجرّم الظالم.