كشفت مصادر مُتابعة للاجتماع الصريح بين ​حزب الله​ و​الحزب التقدمي الاشتراكي​ يوم أمس لـ"الأخبار"، أنّ حزب الله كان "واضحاً وحادّاً" في كلامه مع النائب ​وائل أبو فاعور​ والوزير السابق ​غازي العريضي​. عرض المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله ​حسين الخليل​ ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق ​وفيق صفا​ أمام ضيفيهما، وقائع مُدونة بالتفاصيل، "فكانت جلسة عتاب عن كلّ المرحلة السابقة، وطريقة تصرّف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ​وليد جنبلاط​ خلالها". عادَ حزب الله في الحديث، إلى مُجريات يوم الخميس، وكيف وفّر كامل الدعم للقوى الأمنية والعسكرية، في وضع حدّ للفلتان في الشارع والمواكب السيارة، وفي تهدئة الأجواء السياسية بين جنبلاط ووهاب. في المقابل، لم يكن مفهوماً بالنسبة إلى "الحزب" تصرّف جنبلاط في تغطية العملية الأمنية ضدّ وهاب يوم السبت، والتوجه إلى بيت الوسط ودعم الحريري في قراره.

وبحسب المعلومات، فإنّ وفد "الاشتراكي" ردّ على "التفاصيل التي تخصّه، ولم تكُن واضحة بالنسبة إلى حزب الله. إضافةً إلى شرح الكثير من المعطيات الناقصة". وتقول المصادر إنّ الاشتراكِيَّين أبلغا حزب الله "عدم رضا جنبلاط عن العملية الأمنية، وعدم علمه بها، إلّا حين وصل عناصر فرع المعلومات إلى منطقة الدامور. وقد عاد جنبلاط وأيّدها، لأنّ ما قام به وهاب أمرٌ غير مُبرّر وغير مقبول، ولأنّه لا يُمكن أن يترك جنبلاط حليفه ​سعد الحريري​، من دون تغطية"، مع تأكيد الوفد الاشتراكي رفض "سقوط أي نقطة دم في بيتنا ومنطقتنا".

وافادت مصادر "الاشتراكي" لـ "الأخبار" بأنّ "الحدث الأمني والخوف على البلد فرضا اللقاء مع حزب الله، ولا سيّما بعد أن أعلن رئيس ​حزب التوحيد​ الوزير السابق ​وئام وهاب​ أنّ القرار عند الحزب، وليس الخوف على وجودنا أو بيئتنا".

واوضحت المصادر إنّه خلال الاجتماع "وبعد أن أطلعنا المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا على وقائع يوم السبت، أخبرناهما بأنّ الاختلاف في ال​سياسة​ بين حزب الله والاشتراكي موجود، ولكن لا يجب توتير الأجواء، بل الاستمرار في التنسيق والتعاون وتنظيم الاختلاف بين الحزبين". في الإطار نفسه، كان الردّ من حزب الله في الاجتماع: "العلاقة مع الاشتراكي مُستمرة، خاصة أنّه لم يحصل أي خلاف بين الاثنين في الأيام الماضية، ولكن مع تأكيد الدعم المُستمر من قِبل حزب الله لحلفائه".

واعتبرت مصادر في فريق ​8 آذار​ إنّ التعامل مع حادثة ​الجاهلية​ انتقل إلى "المستوى القضائي الهادئ، إن كان بالنسبة إلى التحقيقات في مقتل محمد أبو دياب، أو الدعوى القضائية بحقّ وهاب". سَحْبُ الاحتقان من الشارع، انتقل أيضاً إلى الاشتراكيين، فاتصل النائب ​تيمور جنبلاط​ أمس بنضال أبو دياب، شقيق محمد أبو دياب مُعزياً، "وسيقوم وفد من الاشتراكي، يوم الأحد، بزيارة العائلة من أجل تقديم واجب العزاء"، بحسب مصادر "الاشتراكي".