قبل ايام من "غزوة" ​الجاهلية​ الخطيرة، شهدت اروقة احد الاجتماعات الحزبية لممثلي احزاب ​8 آذار​ نقاشاً موسعاً بين هذه القيادات حول تطورات الملف الحكومي وكان من بين الحضور احد قياديي ​حزب الله​ البارزين والذي تحدث صراحة عن وجود نقزة لدى حزب الله من اداء الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ الحكومي وتماهيه الكامل مع المخطط الاميركي- السعودي بعزل حزب الله وحلفائه حكومياً وعودة "الروح" الى "الحلف الثلاثي" والذي يشكل اركانه الحريري ورئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ النائب السابق ​وليد جنبلاط​ ورئيس ​حزب القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​. حيث استمر هذا الثلاثي في كيل الاتهامات الى حزب الله والنواب الستة السنة بتعطيل الحكومة وتحميلهم كل موبقات البلد وازماته. نقزة حزب الله وحلفائه تعززت من الحريري بعد اصراره على اهانة النواب الستة السنة وتجاهل دعواتهم للتلاقي والحوار والتفاهم الحكومي ورفض اعطائهم موعداً للقاء رغم طلبهم له لثلاث مرات ورفض الاعتراف بمطلبهم في التمثل بنائب من بينهم، وهذه السلبية من الحريري البالغة حد التعنت وانكار الوجود لا يخدم منطق التسوية التي اعادت الحريري رئيساً مكلفاً لحكومة ثانية في عهد الرئيس العماد ​ميشال عون​. وفي ظل هذه السلبية من الحريري وعرقلته كل المساعي بايجاد مخرج لحل ازمة تمثيل النواب الستة، اتى الاقتراح "الخبيث" بحكومة تكنوقراط والذي لم يعرف مصدره الداخلي لكن مصدره الخارجي معروف والهدف منه ايضاً معروف وهو عزل حزب الله حكومياً وسياسياً والاطباق عليه بموازاة العقوبات ​السعودية​ والاميركية بغض النظر عن فعاليتها او تأثيرها عليه داخلياً وهنا الحريري لم ينبس ببنت شفة. وبعدها بقليل خرج جعجع وفق القيادي ليقول ان على الرئيس عون والرئيس المكلف ان يشكلا حكومة بمن حضر ومن دون حزب الله اذا بقي رافضاً تسليم اسماء وزرائه او بقي مصراً على مطالب النواب الستة.

وشكل صمت الحريري عن الاقتراحات علامة استفهام اضافية عن حقيقة نواياه تجاه الحزب وعن اسباب رفضه القبول باي حلول معقولة لحل ازمة نواب سنة 8 آذار. وينقل قيادي في 8 آذار عن القيادي في حزب الله ان كل نواب ومسؤولي ووزراء الحزب التزموا الصمت الحكومي ولم يردوا على الاقتراحات الاخيرة ولا سيما كلام جعجع كما لم يصرحوا بعد الخطاب الاخير وبمناسبة "يوم الشهيد" منذ اقل من شهر بقليل، للامين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​ باستثناء إطلالتين لنائب الامين العام للحزب ​الشيخ نعيم قاسم​ ورئيس ​كتلة الوفاء للمقاومة​ النائب ​محمد رعد​ في مناسبتين اجتماعيتين واللتين تطرقتا الى الملف الحكومي من باب تأكيد الموقف الذي اعلنه السيد نصرالله. ويقول القيادي ان حزب الله ومنذ الاطلالة الاخيرة للسيد نصرالله وهو في إطار المراقبة والرصد وتجميع الاوراق حكومياً وسياسياً ويرصد سوء ادارة الحريري للملف الحكومي وتعمده اضاعة الوقت والامعان في الاستهتار والاستلشاء بحزب الله وحلفائه. ويكشف القيادي البارز في 8 آذار ان هذه النقزة تعززت بشكل قوي وفاقع بعد "غزوة الجاهلية" والتي كشفت حجم تورط الحريري واصراره على عزل حلفاء حزب الله وكسرهم بقوة تحويل القضاء والاجهزة الامنية الى "اداة" بيد الحريري وجنبلاط وجعجع لكسر حلفاء حزب الله ومن وراءه ​سوريا​ وايران. الامر الذي يؤكد وجود امر عمليات اميركي- سعودي بتعطيل الحكومة وجر البلد الى مكان آخر قد يقود البلاد الى فتنة في الجبل ومنها الى الحرب الاهلية. ويؤكد القيادي ان حزب الله و8 آذار في صدد إجراء قراءة معمقة وجديدة لتقييم المرحلة والخروج بموقف حاسم لما يجري وخصوصاً في الملف الحكومي فبعد حادثة الجاهلية ليس كما قبلها وخصوصاً حكومياً. وهذه القراءة الجديدة حكومياً يمكن ان تتدرج وفق تطورات الازمة، فإذا بقيت الاذن الطرشاء للحريري واستمر التعنت والسلبية ورفض المبادرات الواحدة تلو الاخرى واخرها اقتراح توسيع الحكومة الى 32 وزيراً والذي تتعزز فرص قبوله من الجميع فساعتها لكل حادث حديث وعندها كل الاحتمالات واردة.