استبعد سفير ​لبنان​ السابق في ​واشنطن​ ​رياض طبارة​ أن تكون ​اسرائيل​ بصدد شن عدوان جديد على لبنان من بوابة عملية "درع الشمال" لافتا الى أن مقومات عدوان مماثل غير متوافرة تماما كما أن لا ضوء أخضر أميركي، و​تل أبيب​ لم تعتد القيام بأيّ حرب بغياب هذا ​الضوء​.

ورجّح طبارة في حديث لـ"النشرة" أن تكون تهديدات اسرائيل الأخيرة وحركتها على الحدود الجنوبية تندرج باطار التوتير المستمر لتبرير عدوان مستقبلي، مستبعدا ما يحكى عن قرار أميركي–اسرائيلي بمواجهة نقل ​ايران​ تركيزها الى لبنان عبر عمل عسكري، لافتا الى ان لا دور مستجد ل​طهران​ على الاراضي اللبنانية، وهو دور موجود منذ زمن ولم نلحظ تزايده مؤخرا. وأضاف: "لأسباب استراتيجية لا آنية، لا ضوء أخضر أميركي لعدوان على لبنان باعتبار أن واشنطن لا تريد لأي حرب أن تنتهي بفوضى لبنانية خارج اطار السيطرة ليست جاهزة لمواجهتها، وهي بذلك تعتمد على تجارب ماضية أدّت الى فوضى كان لها أثر على المصالح الأميركية".

وربط طبارة بين عملية ​تشكيل الحكومة​ اللبنانية وموازين القوى في المنطقة، لافتا الى ان قوى ​14 آذار​ كانت من تعرقل في السابق ​الولادة​ الحكومية من بوابة العقدة القواتيّة لأنها كانت تنتظر أثر ​العقوبات الأميركية​ على طهران، أما اليوم فقوى الثامن من آذار من تعرقل وتنتظر تداعيات حادثة مقتل ​جمال خاشقجي​ على العلاقات الأميركية–السعودية وبالتالي أثر ذلك على وضع ​الرياض​ في المنطقة. وأضاف: "المشكلة الحكوميّة في لبنان لها ارتباطات خارجية ولا تعبر عنها على الاطلاق المواقف التي تصدر محليا".

واعتبر طبارة اننا اقتربنا أكثر من أي وقت مضى من تشكيل الحكومة، لافتا الى ان مصيرها يتحدّد خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإما تتشكل مباشرة قبل العيد أو مباشرة بعده، وقال: "لا امكانيّة للحسم في هذا المجال تبعا لتطور الأمور في الخارج وتبلور المشهد النهائي لموازين القوى لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود".

وتطرق طبارة للوضع الاقتصادي واصفا اياه بـ"غير السليم"، لكنه شدّد في الوقت عينه أن ذلك لا يعني انه وكما يلوح البعض بأننا على شفير الهاوية ومقبلون على انهيار. وأضاف: "بالنهاية الانهيار يمكن قياسه على مستوى macro أي اذا كانت الدولة غير قادرة على الايفاء بديونها ودفع الرواتب لموظفي ​القطاع العام​، وهذا أمر لم نصل اليه ويبدو مستبعدا في المرحلة الراهنة"، لافتا الى أن "الأزمة تتركز بشكل أساسي لدى المؤسسات والتجار الذين يمرّون في مأزق حقيقي ما ينعكس على أجور الموظفين وعلى حركة السوق".