اعتبر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن "حكومة دولة ​الإمارات​ العربية المتحدة ليست أقل إجراماً وتهوراً من نظيرتها في ​السعودية​؛ لكن علاقاتها العامة الأكثر فاعلية تجعلها بعيدة عن أعين المراقبين"، مشيرا إلى أن "ما يعرفه مراقبو المنطقة جيداً أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو ببساطة التلميذ المتهور لولي عهد الإمارات محمد بن زايد، الذي لا يقلّ عنه خطورة، لكنه أكثر منه حنكة".

ولفت إلى أن "الإمارات لديها سلوك إجرامي ومتهور مثل السعوديين، وإن كان ذلك بعلاقات عامة أكثر فاعلية"، مشيراً إلى أنه "سواء شاركت حكومة الإمارات في حروب وحشية، مثل الحرب في ​اليمن​ مع مئات الآلاف من النازحين وعشرات الآلاف من القتلى، أم قامت بسحق المعارضة والحريات السياسية في الداخل؛ فإن هذه ​الحكومة​ ليست أفضل من جارتها المجاورة، لكن علاقاتها العامة تجعل مثل هذه الإجراءات تتم بعيداً عن أعين المراقبين الدوليين".

ورأى أن "منتدى الإمارات لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة هذا الأسبوع، هو مبادرة ساخرة أخرى للعلاقات العامة ترعاها الإمارات"، مشيراً إلى أنه "من خلال وسائل الإعلام التي ترعاها الدولة، أوضحت الإمارات منذ البداية أنها تدعم بالكامل السعوديين في مواجهة الضغوط الدولية بعد مقتل خاشقج وقد نشر راعي المنتدى، عبد الله بن زايد، تغريدة بعد 8 أيام من مقتل خاشقجي، معلناً أنه يقف بحزم مع السعودية".

وقال: "إذا كانت ​وزارة الخارجية البريطانية​ جادّة بشأن تعزيز حرية الدين والمعتقد، فلا ينبغي لها أن تساعد الإمارات على الحفاظ على مظهرها الزائف الذي يدّعي تعزيز السلام. وبدلاً من ذلك، يجب عليها أن تدرك أن المغامرات الأخيرة التي قام بها محمد بن سلمان كانت -إلى حد كبير- نتيجة لجهود الضغط التي تبذلها الإمارات في ​واشنطن​".

ولفت إلى أنه "إذا كانت مبادرات العلاقات العامة هذه التي تدّعي تعزيز قيم السلام وحرية العقيدة، يجب أن يُنظر إليها على أنها أي شيء آخر غير ​مناورات​ سياسية تافهة، فإن المشاركين في مثل هذه المؤتمرات، سواء أكانوا علماء أم حكومات غربية صديقة، يجب أن يكشفوا عن أن الرعاة الحكوميين لهذه المبادرات هم أكثر المجرمين فظاعة والذين يرتكبون انتهاكات ضد هذه القيم".