لفتت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، عبر صحيفة "الجمهورية" الى أن "قادة إسرائيل تجنوبا، فتح جبهتين في غزة وفي ​لبنان​، فقرروا التصويب على لبنان، وهذا ما يفسر استقالة وزير الدفاع ​أفيغدور ليبرمان​"، مستبعدة شن حرب على لبنان، مشيرة الى أن التحريك الجزئي للقوى ال​اسرائيل​ية لا يبدو فاعلاً حتى اللحظة، "ولو اختارت اسرائيل الحرب لاستدعت الاحتياط اولاً"؟.

وسألت: "أين تجميع القوى؟ علماً أنّ قوام ​الجيش الإسرائيلي​ يرتكز على الاحتياط، الّا انّ اسرائيل اكتفت باستدعاء جزء صغير منه على الجبهة الشمالية، ولم تحشد الدبّابات والملّالات أو الجيوش البرية للتقدّم، واكتفت بإرسال وحدات مدفعية لتعزيز الحدود، فقط من باب الاحتياط اذا تطورت الامور".

وتكشف مصادر أوروبية لـ"الجمهورية" انه في 3 كانون الاول الجاري كان لافتاً هوية المشاركين في اجتماع رئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ ووزير الخارجية الاميركي ​مايكل بومبيو​ في ​بروكسيل​، حيث انضمّ اليه رئيس ​الموساد​ الاسرائيلي ورئيس جهاز الامن القومي الاسرائيلي "سكرتير الدفاع العسكري". هذه المجموعة التي يطلق عليها في القراءة السياسية إسم "مجلس حرب"، وتركّز الاجتماع على نشاطات ​ايران​ وخصوصاً في لبنان.

وتفيد المصادر انّ الامر الوحيد الذي يعزز ضربة عسكرية اسرائيلية محدودة على لبنان هو "الدعم غير المشروط" الذي تقدمه ​الولايات المتحدة​ لإسرائيل وقراراتها، وهو الذي يدفع البعض الى ترجيح فرضية "الحرب الحاصلة من دون محالة".

ورأت المصادر الدبلوماسية انّ اسرائيل اختارت في هذه المرحلة التضخيم الإعلامي لأنفاق "​حزب الله​"، فيما هي على علم بها منذ مدّة طويلة، للأسباب التالية: إنطلقت ​طائرة​ من ​إيران​ محمّلة بالأسلحة الى "حزب الله" وأرادت الهبوط في ​مطار دمشق​، فاحتجّت اسرائيل وأبلغت ​روسيا​ بأنها ستستهدف هذا ​السلاح​ في مطار دمشق، لكنّ روسيا اعترضت ومنعت الأمر بحجّة انّ القصف الإسرائيلي لمطار دمشق "سيخلف بالمعادلة". وأمام إصرار روسيا على الرفض وإصرار إسرائيل على الضربة، تدّعي اسرائيل انّ مسار الطائرة تحوّل الى مطار ​بيروت​.

ونقلت المصادر عن اسرائيل انّ هذه الدفعة من ​الاسلحة​ الآتية من ايران الى بيروت هي الثانية خلال شهر ونصف، وترى أنّ ردة الفعل الاسرائيلية كانت بإثارة موضوع الأنفاق الى الواجهة، إذ ليس في مقدورها شَن معركة فورية داخل لبنان، مؤشراتها غير واضحة وأسبابها غير مكتملة.

وتضيف المصادر انّ إشاعة فرضية الحرب تناسب نتانياهو اليوم لأنها تصرف النظر عن حربه في الداخل الاسرائيلي، خصوصاً بعد فشل "ازينكوت" في حسم معركة غزة والذهاب الى اتفاق مع "حماس"، أي انه وضع ​الجيش الاسرائيلي​ على قدم المساواة مع "حماس"، الأمر الذي جعل القيادة الاسرائيلية تفكر مرتين في "قدرة ازينكوت" بعدما اتضح لها انه لا يصلح ليكون الشخصية العسكرية التي "تُربّحهم الحرب".