لم تكن قوى ٨ آذار تناور حين اعلنت منذ اسبوعين في حديث خاص للواء عن نيتها استبدال الرئيس المكلف ​سعد الحريري​، اليوم لم تعد المجالس بالامانات ، كل الامور اصبحت مكشوفة لا سيما بعد تبني ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ طرح هذه القوى.

ولكن ما جرى التكتم عنه حينها حول الشخصية البديلة عن الحريري، اصبح مكشوفا ايضا بعد تأكيد احد ابرز مصادر ٨ آذار بأن الوزير السابق ​فيصل كرامي​ هو احد الاسماء المطروحة بقوة لتكليفها تشكيل ​الحكومة​ كبديل مرتقب عن الحريري اذا استمر الاخير بالمماطلة في عملية التأليف.

مصادر كرامي نفت علمها بهذا الموضوع، وأكدت لـ«اللواء» ان هذا الامر غير مطروح طالما ان الرئيس المكلف ما زال مصرا على عدم الاعتذار مع تشديدها على ان هذا حقه ​الدستور​ي الكامل.

واعتبرت المصادر انه قبل الحديث عن بديل للحريري، يجب التأكيد على عدم استطاعة اي طرف سحب التكليف منه او استبداله اذ لا توجد اية نصوص دستورية او اعراف تسمح بذلك، ونحن من جهتنا وبمعزل عن خلافنا السياسي مع الحريري لا نقبل المساس بصلاحياته ولا ببنود الدستور.

وجزمت المصادر ان اعتذار الحريري عن التكليف هو المدخل الوحيد للبحث عن بديل عنه، مشددة على ان اي طرح اقليمي او دولي او محلي من هذا النوع لا يمكن ان يمر الا عبر القنوات الدستورية التي تحافظ على صلاحيات الرئيس.

ولكن رغم هذا التصعيد بوجه الحريري، الا ان حظوظ الرجل وفقا لمصادر ٨ آذار ما زالت قوية للمضي قدما في تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني احدا وتحديدا سنّة هذا الفريق، في حين ان استمراره على موقفه الرافض لاية صيغة حكومية تلحظ تمثيل هؤلاء يعني انتحاره سياسيا واجبار قوى ٨ آذار على سحب بساط التأليف من تحت قدميه في اية لحظة.

ثمة قائل ان ازمة الحريري المستجدة لا ترتبط حصرا برفضه توزير سنة ٨ آذار، غلطة الحريري كما توصفها هذه القوى في ​عيد الاستقلال​ يوم انسحب حتى لا يسلم على السفير السوري في ​لبنان​ ​علي عبد الكريم علي​ صوبت الانظار اتجاهه لا سيما مع توافر معطيات جدية عن توجه عربي لاستبدال الحريري، وطرحت علامات استفهام حول كيفية تعاطي الحكومة المقبلة في الملف السوري الذي تشترط فيه دمشق تعاونا رسميا مباشرا بين البلدين وعلى رأسهم رئيس الحكومة وليس عبر الوسطاء لحل الملفات العالقة.

وعلى حد تعبير المصادر، من قال ان دمشق التي تفاوضها جهات عربية مهمة لم تشترط تسمية بديل عن الحريري من حلفائها ​السنة​ تحديدا كرد لتحية الحريري تجاه سفيرها في لبنان؟

واذا كان عصيا على الحريري تلقف رسالة ٨ اذار، فليسأل ​وليد جنبلاط​ عن التحذير الرسمي الذي تلقاه من جهات عربية واقليمية وداخلية جراء تورطه مباشرة في تغطية احداث سبت ​الجاهلية​ الاسود ومحاولته هز الاستقرار تنفيذا لمآرب «اميركية - عربية»، وهو ما دفعه الى ايفاد ممثليه الى ​حارة حريك​ لاسترضاء ​حزب الله​ و٨ آذار وتبييض صفحته معهم ولاستيضاح حجم الاستياء الداخلي والسوري من ادائه السياسي.