لفتت رئيسة المنطقة التربوية في جبل ​لبنان​ فيرا زيتوني، إلى أنّ "في أزمنة الصعوبات الّتي يواجهها لبنان وتغرق فيها المنطقة، تبقى لنا التربية منصّة تضيء في العتمات، وهي المنصّة الّتي نجيد العناية بها واستثمارها، على اعتبار أنّها التربية الّتي تجري في عروقنا منذ اكتشف ​الفينيقيون​ الحرف وصدروه إلى العالم".

وركّزت زيتوني، ممثلّة وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال ​مروان حمادة​ والمدير العام للتربية ​فادي يرق​، خلال افتتاح المؤتمر التربوي الأول "​المدارس الرسمية​... نحو الأفضل"، بدعوة من جمعية "أصدقاء المدرسة الرسمية" وبرعاية حمادة، على أنّ "علينا أن نحافظ على هذه الصناعة الإنسانية الفائقة الجودة ونتابع تطويرها عبر رؤية جديدة ومتطوّرة، نكرّسها في عصرنة المناهج التربوية وتجديد البنية التحتية للتعليم".

وشدّدت على أنّ "المدرسة الرسمية كأي مؤسسة أخرى يرتبط نجاحها بحسن اختيار المدير والطاقم الإداري والتربوي المساعد، من هنا فإنّنا نعوّل على شخصية المدير وحسن تواصله مع المحيط وخصوصًا مع البلديات والجمعيات والقوى الحية في المجتمع، إذ أنه محور الإستقطاب من أجل المدرسة، فهي المؤسسة الّتي تحتضن أغلى ما لدينا عنيت أبناءنا"، منوّهةً إلى أنّ "العناية بها تعني توفير كل أسباب الراحة النفسية والصحية والرياضية والفنية والثقافية للتلامذة، وذلك لكي تنجح المدرسة وتنجح معها المهمة التربوية التي نريدها، ولكي ننجح أيضا في ترسيخ المواطنة الصالحة والإعتراف بالآخر وقبوله على الرغم من الإختلاف، ونكرس مع تلامذتنا القيم الوطنية والروحية والإجتماعية والأخلاقية".

أمّا رئيسة جمعية "أصدقاء المدرسة الرسمية" في ​المتن​ راغدة يشوعي، فأشارت إلى أنّ "إيمانًا منّا بأنّ المدرسة الرسمية هي أساس في بناء الوطن والمواطن، وإيمانًا منّا بحقوق أبناء الفئات الأقل غنى بعدالة التعليم وتكافؤ الفرص، وحرصًا منّا على قيام مدرسة رسمية كفوءة وقادرة، كان مؤتمر جمعيتنا التربوي الأول هذا".

وبيّنت أنّه "لما كان مؤتمرنا يهدف الى إعلاء شأن المدرسة الرسمية التي نخرها الإهمال منذ سنوات خلت، وتسليط الضوء على الواقع الحالي والعمل على تحسينه بمشاركة الجميع في السلطتين التشريعية والتنفيذية، فقد قمنا منذ التأسيس بعدة عمليات مسح ميداني لـ28 مدرسة رسمية و16 ثانوية و7 مدارس فنية ومهنية بهدف الإطلاع على مشاكلها والمساعدة في حلّها، وقد استطعنا تحسين ​البنى التحتية​ لبعض المدارس وتقديم التجهيزات الضرورية للكثير منها".