علمت "الجمهورية" ان "مسعى الرئاسة الأولى لحل الملف الحكومي لا يرتكز على مبادرة محدّدة، وإنما جاء بمثابة ردة فعل على تلويح ​رئيس الجمهورية​ بإمكانية استخدام صلاحياته في توجيه رسالة إلى ​مجلس النواب​ من باب حضّ الجميع على تولّي مسؤولياتهم إزاء أزمة التأليف، بعدما استعرض رئيس المجلس التحدّيات والمحاذير التي قد تواجه الرئاسة الأولى في حال أقدمت على هذه الخطوة النوعية".

وأكد مطلعون على لقاءات رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ومع وفد "​حزب الله​" ومع النواب السنّة المستقلين، أنّ الرئاسة الأولى لم تتقدّم بصيغة معالجة واضحة أو محدّدة، وإنما تسعى من خلال تحرّكها إلى خلق مناخٍ إيجابيٍّ تفاؤليّ يشيح النظر عن سيناريو توجيه الرسالة إلى مجلس النواب بعدما طغت سلبياتها على إيجابياتها.

من جهة أخرى، علمت "الجمهورية" ان رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ استعاد "خطاب التحدي" ليبلغ إلى سائليه رفضه المطلق أيَّ طرح من شأنه أن يسمح بـ"تسلّل" خصومه السنّة الى حكومته، وبالتالي لن يوقّع مرسوم حكومة تضمّ وزيراً سنّياً محسوباً على قوى الثامن من آذار، سواءٌ من النواب الستة أو من خارجهم، والى أيّ حصة انتمى".

وأشار المطلعون على موقف الحريري إلى انّ شارع الأخير تفاعل إيجاباً مع الخطاب المتشدّد، ويكفيه أن يرى صوره تُعلّق مجدداً في شوراع طرابلس و​البقاع الغربي​ ومحلة "​الطريق الجديدة​" في بيروت بمبادرات ذاتية، لكي يرفض العودة إلى المسار التنازلي.