أكدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في ​حكومة​ ​تصريف الأعمال​ ​عناية عز الدين​ أن "​الجامعة اللبنانية​ ككل ​الجامعات​ مؤسسة تأسيسية مجتمعية معنية ببناء الطاقات البشرية ومعنية بإحداث التغيير والتطوير في المجتمع وتوفير ما يحتاج اليه من متخصصين في التنمية كما انها مختبر للاتجاهات الفكرية المعاصرة".

وفي كلمة لها خلال افتتح المؤتمر الاول عن "البيانات الضخمة والامن السيبراني"، بدعوة من الجامعة اللبنانية، ممثلة رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، أوضحت عز الدين أنه "في الجامعات يبنى التفكير النقدي وتتدرب الاجيال الشابة على ​النقاش​ المفتوح والمتنوع والراقي وتتطور مفاهيم ​الطلاب​ ويتزودون العلم والمعرفة والمهنة، ولكن الاهم هو تزويدهم حس المسؤولية تجاه انفسهم وعائلتهم ووطنهم، فكما ان الجامعة معنية بتخريج المتخصصين في المجالات المختلفة هي ايضا معنية بتخريج مواطنين يحملون رسالة الخدمة العامة. والجامعة اللبنانية هي اكثر الجامعات المؤهلة لهذه الادوار، لذلك يجب ان تكون الاستثمار الاول للدولة. هذا التوجه في حال اعتمدته الدولة سيكون احد اهم الادلة والمؤشرات على قرارنا كلبنانيين بان نكون دولة عصرية مواكبة للعلوم المتقدمة وقائمة على الفكر المتطور الجديد".

وأشارت الى "اننا نحن اليوم، وفي هذا العصر، لن نكون قادرين على بناء الدولة المتطورة من دون البحث العلمي الذي تمثل الجامعة مركزه الاساسي. وكما نعرف، فإنه يصعب إحداث اي تقدم معرفي اواقتصادي او اجتماعي حقيقي من دون الابحاث العلمية.البحث العلمي هو الرافعة لأي مشروع تطوير صناعي او زراعي او بيئي او تربوي او اجتماعي او اقتصادي، انه رافعة مشروع التنمية المستدامة على اختلاف اوجهها"، لافتةً الى أنه "تجدر الاشارة في هذا السياق ان حكومات دول العالم المتقدم تخصص من موازناتها أبوابا للانفاق على الابحاث العلمية ولا تترك القضية للقطاع الخاص فقط الذي لا يمكن الاستغناء عن شراكته في هذا المجال، ولكن يبقى الاساس هو الانفاق الذي تقدمه الحكومات والذي يتم بناء على حاجات المجتمع وأولوياته التي تحددها الاستراتيجيات الوطنية للتنمية بمعزل عن الربحية المباشرة. ولعل اهم مجالات البحث العلمي في عصرنا الحالي هي تلك المتعلقة بالتكنولوجيا وخصوصا تكنولوجيا المعلومات. لأننا، وبكل بساطة ووضوح، نعيش في خضم سباق عالمي تحول الى معركة كبرى تدور رحاها في العالم وتميل كفة الريح فيها الى كل من يملك القدرة على انتاج التكنولوجيا وتسويقها. هذا الصراع يبدو من بداياته قاسيا، ولعل توقيف المديرة المالية لشركة "هواوي"، وهي صينية، دليل على قساوة هذه المعركة التي سمتها مجلة "إيكونوميست"، "حرب الرقاقات الإلكترونية".

وأشارت عز الدين الى أنه "قد يسأل سائل، ما لنا نحن في هذا لبلد الصغير، وحروب الكبار وصراعاتهم؟ في الحقيقة لا يمكن أي بلد في العالم بما فيه نحن، الاكتفاء بدورالمتفرج والمستهلك. لماذا؟ لأنه وبكل بساطة هذا القطاع يحمل فرصا غير تقليدية للنمو والتنمية ولأن مواده الاولية بين أيدينا وهي المعلومات. لا بد من اخذ المبادرة. والمبادرة تبدأ من هنا من الجامعة اللبنانية وتحديدا من قرار تتخذه الدولة بالاستثمار في البحث العلمي ويمكننا التعاون مع دول سبقتنا بخوض هذا الغمار والانفتاح على تجاربها، وخصوصا ان هذه الدول اثبتت انها صاعدة وقوية وحجزت لنفسها مكانا في العالم"، معتبرةً أنه "لعل المؤتمر الذي تعقدونه اليوم هو احد الامثلة على اهمية التعاون والانفتاح في مجال التكنولوجيا وتحديدا في عنوانين اساسيين في هذا المجال اي الامن السيبيري والبيانات الضخمة".