ركّز رئيس كتلة "ضمانة الجبل" النائب ​طلال أرسلان​، على أنّ "لا شكّ أنّ حادثة ​الجاهلية​ لها أبعاد كبيرة، وأنا اعتبرتها طعنة موجّهة إلى كلّ شريف في هذا الجبل، ولم أنظر لها من منظار الحسابات السياسية الخاصة والشخصية، بقدر منظاري لمصير الطائفة ومصير الأحرار في هذه الطائفة الّذين لهم آراءهم الخاصة".

وبيّن عقب لقائه رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق ​وئام وهاب​، في دارته في خلدة، على أنّ "​سياسة​ الإلغاء وسياسة الإستبداد وسياسة الإحتكار والهيمنة والتسلط واستخدام الدولة لتصفية حسابات حزبية أو شخصية أو خاصّة على حساب الناس، أمر لا نقبل به لا بتربيتنا البيتيّة ولا بقناعاتنا السياسيّة ولا بأخلاقنا السياسيّة".

ولفت أرسلان إلى أنّ "في أيار 2008، لم نرضَ الإستفراد برئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​، وكان لنا موقف في ذلك الوقت، علمًا أنّه لم يكن ثمّة أي علاقة بيننا، وهنا لا أقصد التشبيه، إنّما لم تكن تربطنا أي علاقة آنذاك بجنبلاط، وشعرت أنّ الواجب يقضي منّي بأن أتّخذ موقفًا لحماية هذه الطائفة والبلد من الإنقسامات"، موضحًا أنّ "موقفي بموضوع الجاهلية ليس موجّهًا ضدّ أحد أو لتصفية حسابات مع أحد على حساب أحد، إنّما هذا هو المنطق الّذي يفرضه علينا ضميرنا ووجداننا وأخلاقنا، والترفّع عن الأنانية الشخصية لننظر إلى وضع هذه الطائفة".

وأكّد أنّ "من المعيب أن نبقى في هذا المستنقع، ويجب أن تكون دعوتنا أشمل وأوسع وذات امتداد أكبر، فالطموح لا ينتهي والتقدم والزمن أيضًا، وعلينا مسؤولية تاريخية تجاه أولادنا ومستقبل الأجيال القادمة، فماذا سنقدّم لها؟ الإسم فقط؟ لا يكفي الإسم، فهناك طموح لدى الشباب، وأصبح هناك تقهقر وتراجع مخيف في الوضع الدرزي على مستوى الدولة".

كما شدّد على أنّ "علينا أن نتوحّد جميعًا بكلّ مشاربنا السياسية، إشتراكية وديمقراطية وقومية وتوحيدية أو حركة النضال أو الشيوعية... إلخ، كي نحافظ أوّلًا على بقاء الطائفة ووجودها، من ثمّ يمكن التنافس على أي شيء. إنّما قبل علينا الحفاظ على بقاء الطائفة وحماية حقّها وحق أبنائها"، منوّهًا إلى أنّ "دعوتي للجميع أن يتفضّلوا ويشاركوا في تقديم الأفضل والأحسن لمجتمعنا وأهلنا، وبعد ذلك نرحّب بأي تنافس ديمقراطي، إنّما الوضع أصبح مقرفًا وغير مقبول على الإطلاق".

وأعلن أرسلان "أنّنا من الآن سندرس الطروحات كافّة لنرى ما هو مناسب، إن كان على مستوى مشيخة العقل أو على مستوى المجلس المذهبي أو على مستوى الأوقاف والوظائف العامّة أو الإستثمارات وإنفتاح الجبل وإعادة الحياة الإقتصادية اليومية إلى الجبل"، مركّزًا على أنّ "الجبل لا يمكن أن يستمرّ كذلك، وينعزل عن كلّ الدورة الإقتصادية والإنمائية في البلد، وأن يستمر في الزراعة فقط، فهناك جيل جديد في الجبل لديه طموحات واسعة".

وكشف أنّ "في الإيام المقبلة، سنعمل على أن تكون الأوضاع أفضل، وأن نأتي للطائفة والجبل بما يرضيهم في المضمون وليس في الشكل. التعصّب والتفرد والإنعزال يولّدون التهجير، وكلّ أقلية تنعزل على نفسها مصيرها الإنقراض والتهجير، وهذا أمر خطير".

وأفاد بأنّ "لذلك، عندما أخذنا قرارنا السياسي والإستراتيجي بالتحالف مع المقاومة ومع ​سوريا​ وما يمثّل أخي الرئيس السوري ​بشار الأسد​، من حماية لهذه المنطقة، من ​الإرهاب​ التكفيري ومن العدو الصهيوني ومن طموحات تقسيمية للمنطقة الّتي نواجهها جميعًا، هو لتحديد أنّ الأفق الدرزي ليس محدودًا و​الدروز​ هم أساس في هذه المعادلة على المستوى الإقليمي والدولي، لحماية أنفسهم ضمن الهوية الوطنية العربية الّتي تحميهم وتحفظهم وليس ضمن الهوية التقوقعية المذهبية الطائفية الّتي تريدها ​إسرائيل​ الّتي نرفضها جملة وتفصيلًا".