أشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​محمد خواجة​ الى أنه "يمكن رصد أسوأ المشاهد بسبب العقل العدواني الاسرائيلي، على خلفية الحديث عن الأنفاق، فيما الحدود ال​لبنان​ية - الفلسطينية (المحتلّة) طالما شهدت صراعات خلال عقود طويلة، ولا سيّما أن ​المقاومة​ إذا كانت تريد حفر نفق، يُدرَس الجدوى العسكري من حفره، وهو ما لا يتوفّر في الأنفاق التي يُحكى عنها حالياً من قِبَل الإسرائيليين".

ورجّح في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن تكون "الأهداف الإسرائيلية التي تتعلّق بعملية "درع الشمال" هي توجيه رسائل في أكثر من جهة واتّجاه، إذ إن ​حكومة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تضغط بقوّة من أجل افتعال "بروباغندا" ضد "​حزب الله​" والمقاومة في لبنان وضد ​الدولة اللبنانية​ و​الجيش اللبناني​، بهدف استدراج المزيد من العقوبات على "الحزب" والمزيد من التجييش للرأي العام الدولي ضده (الحزب)، خصوصاً في ظلّ وجود رأي عام أوروبي وأميركي أيضاً في ​الولايات المتحدة​ نفسها يقول إن إسرائيل هي التي تعتدي وإن الشعب الفلسطيني هو المظلوم".

ولفت الى أنه "من هنا، تأتي الحاجة الإسرائيلية لإجراء عملية شحْن عالمية لصالحها، بالإضافة الى توجيه رسائل باتّجاه الداخل الإسرائيلي، خصوصاً أن حكومة نتنياهو تقف على حافة الهاوية، فيما هو مُطالَب وعائلته بملفات فساد وعائلته، من الممكن أن توصله الى السجن. ولكن التجييش ضدّ لبنان بدأ يرتدّ سلبياً على رئيس الوزراء الإسرائيلي، إذ حتى الداخل الإسرائيلي يتعامل مع عملية "درع الشمال" على أنها كوميديا".

ولفت خواجة الى أن "إسرائيل حاولت تغيير قواعد الإشتباك من خلال قوات "يونيفيل"، وجعْل تلك القوات تتمتّع بمهمّة قتالية مباشرة بما فيها نزع السلاح والمداهمات، والدخول الى القرى بالقوّة العسكرية. ولكن ذلك لم ينجح. ولكن مساعيه كلّها لن توصل الى الحرب العسكرية".

وأشار الى أنه " من الممكن أن يكون لما يجري على حدودنا الجنوبية علاقة بالنفط وترسيم الحدود، فهذا كلّه يشكّل مشهداً كلياً ولا يُمكن فصْل الجزئيات منه. ولكن لا إمكانية لحرب بسبب أسئلة كثيرة كانت وُجّهت الى الإسرائيليين خلال حرب تموز عام 2006، وهم لم يقدّموا الأجوبة الشافية عليها الى الآن. كما أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستكون "خاصرة رخوة" في الحرب، ولن تتحمّل "الإغراق الصاروخي" الذي سيحصل من جبهة لبنان التي تختلف تماماً عن جبهة غزة. كما لن تقع الحرب على الجبهة اللّبنانية منفردة لأن الجبهة السورية ستكون جزءاً من أي حرب، وما بعد الجبهة السورية أيضاً، ولذلك لا يتحمّس الإسرائيليون للحرب خصوصاً لأنهم لا يضمنون الإنتصار فيها".

ولفت الى أن "الإخفاق الإسرائيلي في أي حرب سيكون كارثياً على وجود الكيان الإسرائيلي نفسه، ونلاحظ حالياً أن "البروباغندا" الإسرائيلية غير متناسقة مع الأهداف الإسرائيلية، وهذا يختلف عن كل الأزمنة الماضية من مراحل الصراع العربي - الإسرائيلي. ولذلك، يجب أن نتمسّك بعناصر قوّتنا القائمة على المقاومة وجيشنا الوطني ووحدتنا الداخلية كلبنانيين".