لفتت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة "الجمهورية"، إلى أنّ "القوى السياسية والرأي العام توقّع أن ينتج تسلسل اللقاءات في ​قصر بعبدا​ ولادة حكومية أكيدة، من اللقاء بين رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، ومن ثمّ اللقاء بين عون ورئيس الوزراء المكلف ​تشكيل الحكومة​ ​سعد الحريري​، واللقاء بين الأوّل وكلّ من وفد "​حزب الله​" و"اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين"، وصولًا إلى اللقاء بين الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ في لندن أمس الأوّل".

وركّزت على أنّ "الرأي العام أُصيب بصدمة عندما لاحظ تناقضًا بين ما صدر من مواقف في الداخل والخارج، عن مرجعيات وقوى معنيّة مباشرة بالاستحقاق الحكومي، وكانت النتيجة أنّ ايّ حلحلة في الأزمة لم تحصل، وأنّ اي اختراق في أفقها المسدود لم يتحقّق".

وأوضحت المصادر أنّ "البعض أكّد أنّ اللقاء بين الرئيس عون ووفد "حزب الله" لم ينته إلى نتيجة عملية، لأنّ "الحزب" ليس في وارد ممارسة دور المُقنع في اقتراح حلّ ما، وإنّما يرى أنّ لـ"اللقاء التشاوري" حقًّا في التمثيل الوزاري، وأنّه يقبل ما يقبل به أعضاؤه، ونقطة على السطر".

وشدّدت على أنّ ""حزب الله" ليس هو "أم الصبي" وإنّما المرجعيات المعنية. ويعتبر أنّ هناك أصولًا لتأليف الحكومة وتمثيل القوى فيها، وهو ليس في وارد تخطّي هذه الأصول"، مشيرةً إلى أنّ "بغضّ النظر عن أي مواعيد، فإنّ الأزمة الحكومية تراوح مكانها، وانّ الترجيحات بالتوَصّل إلى حلّ ما تزال نسبتها دون العشرين في المئة".

كما أكّدت المصادر أنّ "العوامل الإقليمية كانت ولا تزال غير مساعدة على ولادة الحكومة، وقد بدأت تتفاعل سلبيًّا أكثر منذ نشوء موضوع تمثيل "سنّة ​8 آذار​"، الّذين كان آخر اقتراح طُرح لتمثيلهم قبَيل المشاورات الرئاسية يقضي بأن يُسلّم هؤلاء إلى رئيس الجمهورية 3 أسماء، فيُسلّمها بدوره إلى رئيس الحكومة المكلف ليختار أحدها، لكن هذا الاقتراح سقط برفض الحريري وآخرين".