علق الوزير السابق ​رشيد درباس​ على التعثّر الحكومي، مشيراً إلى أننا "نسمع جعجعة ولا نرى طحنا، والخوف من ان تتحوّل الجعجعة الى قعقعة، اي قعقعة ​السلاح​، فلبنان على برميل بارود، وللأسف لا أحد لديه بصر او بصيرة ولا اخلاق ولا قلب للخروج مما نحن فيه، بعدما إرتُهن مصير البلد ومساحته وثروته، واستقراره وامنه واقتصاده الى الصراع الخارجي".

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، قال: "عادة يحاول المحاولون في ايجاد حلول، واذا نجحوا فينجحون في اعطاء حبّة مسكن، او كسب فترة وجيزة من الوقت"، لافتاً إلى أننا "جزء لا يتجزأ من ساحات الصراع الدولي والاقليمي لذلك علينا ان نتوقّع ما هو ابشع مما نحن فيه".

وفي هذا السياق، اشار درباس إلى أنه "لا يمكن اغفال التهديدات ال​اسرائيل​ية اطلاقا، فلا يمكن ان نعرف متى قد تقدم اسرائيل على خطوة ما فتضرب او تدمر وربما لن يتكرر عدوان العام 2006، ولكن يجب ان يعلم الجميع ان الخاسر الاكبر في اي معركة هو ميدان المعركة".

وشبّه درباس على أن "الوضع بعاصفة آتية من الخارج حاملة كل انواع الخطر، فبدل ان نغلق الشبابيك بوجهها، ها نحن نفتحها على مصراعيها، لاننا نتلهى بما نخترعه".

وردا على سؤال حول اسلوب التعاطي مع رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، لفت درباس إلى أن "القوى السياسية المهيمنة على البلد لا خيار لها الا الحريري، ولا سواه تحديدا في هذه المرحلة، ولكن رغم ذلك يطالبونه بالعمل تحت امرتهم دون كرامة ولا جدارة ولا هيبة لا على جمهوره ولا على وزراء حكومته، وكأنهم يقولون له: سنشكل لك الحكومة وعليك ان تقبل، فيكون دوره في مرحلة انتقالية فقط".

ورأى أن "الصراع الراهن هو برؤوس متعددة وهو ليس فقط بين ​حزب الله​ والحريري، بل كل الاطراف متصارعة مع بعضها البعض، وكأن الجميع على حافلة واحدة ويتّجهون الى نفس المكان لكن الاختلاف في داخلها حول من سيجلس في المكان الافضل، واللعبة الخفيّة هي لعبة من سيمسك بالمقود، وهنا تأتي معضلة الـ 11 وزيرا التي تعني امكانية إقالة الحكومة وتعطيل اي قرار عندما يرغب فريق معين، كما ان 11 وزيرا يستندون الى رئاسة الجمهورية يعني تحكّم مطلق بيد هذا الفريق، وهذا ما يقلق الحلفاء قبل الخصوم".

وعن المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، اشار درباس الى انه "حتى اللحظة لم يسجل تقدما بعد، لكن من الواضح ان عون لا يفلح في البحر، بل هناك ارضا يحرث فيها"، قائلاً: "جاءت مبادرة عون بعدما تراجع عن الرسالة الى ​مجلس النواب​".

وكشف درباس ان الحريري ابلغ عون ان ما يُفهم من هذه الرسالة ان رئيسي الجمهورية والحكومة ليس لديهما جدارة التأليف المحصور بهما، مع العلم ان نقل الامر الى مكان آخر لا يجدي نفعا، فمجلس النواب يكلّف ولا يشكّل.

واضاف: "صحيح ان رئيس الجمهورية حينما يشاء يوجه رسالة الى المجلس ولكن هذه الصلاحية يتم اللجوء اليها عند حدوث امر وطني جلل كبير، يفرض على الجميع ان يكونوا في نفس الاتجاه"، معتبرا ان الرسالة ليست حائط مبكى او وسيلة للشكوى ولا مجلس النواب كذلك، قائلاً: "ربما الرئيس عون اقتنع بذلك".