منذ ايام عقدت "هيئة التنسيق" للقاء الاحزاب والشخصيات الوطنية اجتماعها الدوري وخصصت الجزء الاكبر منه للنقاش في "جبهة الجبل" الوطنية التي اعلن رئيس ال​حزب التوحيد​ ال​لبنان​ي ​وئام وهاب​ عزمه على تشكيلها خلال تقبله العزاء بمرافقه الشهيد محمد ابو ذياب. وقد تركزت الافكار والنقاشات وفق اوساط بارزة في ​8 آذار​، في حضور مندوب وهاب في اللقاء حول وضع آلية محددة ومن نقاط عدة ليصار الى بلورتها لخطة عملية. اول هذه النقاط استئناف التواصل بين مختلف القوى المتواجدة في الجبل من حزب التوحيد والحزب الديمقراطي والشيوعي الى القومي لتبديد صفحة الاختلافات النيابية وهو ما تم امس بلقاء النائب ​طلال ارسلان​ والوزير السابق وئام وهاب في دارة الاول في خلدة وفيه طويت صفحة انتخابات الجبل النيابية واحداث الشويفات التي وقف فيها وهاب الى جانب النائب السابق ​وليد جنبلاط​ وهي الحادثة التي ازمت العلاقة بين المير طلال ووهاب.

وفي حين تم اللقاء بين وهاب وارسلان ينتظر ان تحضر اللقاءات الاخرى لتعاد سبحة التواصل على "حب ومصالحة" ومكاشفة وليس على زغل.

ووفق الاوساط نصحت غالبية القيادات في 8 آذار بأن تكون الجبهة وطنية ومنوعة وتضم كل مكونات الجبل الدرزية السياسية والطائفية على غرار نسيج حلفاء المقاومة فالبلد في حاجة الى تكتلات وتجمعات وطنية تجمع ولا تفرق وليس على اساس مذهبي او طائفي لتكون مروحة عملها واسعة وعلى افق الوطن كله.

وتضيف الاوساط ان النقطة الثالثة دعت الى وضع ورقة عمل تضم الافكار والطروحات والمشروع السياسي الذي يجب ان تعمل تحته. كما اتفق المجتمعون على "تنضيج" الافكار بشكل عملاني بعد اكتمال الحلقة الاولى المتمثلة بعقد اللقاءات الثنائية والتي يفترض ان يبادر وهاب اليها على اساس انه الداعي وصاحب فكرة هذه الجبهة.

في المقابل تؤكد اوساط درزية في 8 آذار ان لقاء وهاب- ارسلان امس اتى ليطوي صفحة من التباينات بين القطبين الدرزيين وهو يأتي ليلبي رغبة وطموح الحكماء في الطائفة وليكرس حالة من اللحمة الدرزية بعد الانقسام السياسي الحاد منذ 7 ايار 2008 حتى احداث ​سوريا​ في العام 2011 والتباينات في صفوف الموحدين في سوريا ولبنان وتأييد الغالبية فيهم وخصوصاً المشايخ والحكماء ومراجع الطائفة خيار سوريا الاسد والمقاومة وهو الخط الملتقي مع توجهات وهاب وارسلان في دعم سوريا وشعبها وجيشها وفي تبني طروحات دروز جبل العرب التوحيدية والعروبية في حين نحى جزء من الموحدين بقيادة وليد جنبلاط في اتجاه تبني الخيار المعاكس لسوريا الاسد والمقاومة وهو ما عقد المشهد الدرزي وعزز الانقسام.

وتؤكد الاوساط وجود نقمة وحالة اعتراض في صفوف الشباب الدرزي من التهميش وعدم توفر فرص العمل في مؤسسات الدولة بكل فروعها وخصوصاً المدنية اذ يحتكر فريق درزي محدد هذه التوظيفات لمحازبيه ويمنعها عن الآخرين وهو ما حرك الاوساط الدينية في الطائفة التي ترى بأم عينها ازمات شباب الموحدين والمجتمع الدرزي برمتها من البطالة الى قلة الموارد المالية والازمات الاجتماعية والاقتصادية الخانقة على غرار الطوائف والمذاهب الاخرى لكن ازمة الموحدين باتت لا تطاق الامر الذي ينذر بتحركات وانفجار شعبي كبير.

في المقابل تؤكد اوساط ارسلان ان الاجتماع بين ارسلان ووهاب بداية وهو لقاء شكر على مواقف متبادلة وتعزية ووقوف في المحنة لكنه يؤسس الى حالة نهضوية في الجبل وتضم كل ابنائه ​الدروز​ ومن مختلف الاحزاب والقوى السياسية. وتشدد على ان الحالة الدرزية باتت في حاجة الى استنهاض في وجه الاقطاع والتفرد وخصوصاً ان المشايخ يطالبون بتحرك سريع لانقاذ الشباب الدرزي من واقع العوز والحرمان والتهميش في الدولة وهذا الامر سيترجم بتحركات وخطوات عملية قريبة جداً.