ركّزت أوساط سياسية، لصحيفة "الجمهورية" على أنّ "ما شهدته الأسابيع الماضية، كان نافرًا في الوضوح. "​حزب الله​" وضع على الطاولة شرطًا فجّر مراسيم تأليف الحكومة الّتي كانت قيد الطباعة، ونقل أزمة التأليف إلى مربع غامض، قاذفًا الكرة إلى مرمى رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس الوزراء المكلف ​تشكيل الحكومة​ ​سعد الحريري​".

ولفتت إلى أنّ "ردّة فعل رئيس الجمهورية الطبيعية كانت الوقوف إلى جانب الحريري في رفض تمثيل النواب السنة، ولكن عندما تأكّد من أنّ هذا التوزير هو مطلب "حزب الله"، نقل البندقية إلى الحريري نفسه ملوِّحًا برسالة إلى مجلس النواب، وهو تلويح بالبحث في مهلة التكليف. عندها تدخّل الإطفائي رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ الّذي يهندس العلاقة السنية- الشيعية ليقطع الطريق على رسالة الرئيس عون الّذي ما كان منه إلّا أن حدّد استشارات رئاسية مخرَجًا للتراجع عن الرسالة الضاغطة على الحريري".

ونوّهت الأوساط إلى أنّ "المفارقة أنّ بري الّذي قبل تكتيًّا بصيغة الـ32 الّتي تؤمّن 12 وزيرًا لـ"التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية، هو شريك أساسي في رفض الثلث المعطل الّذي يطالب به رئيس "التيار" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ في حكومة الثلاثين"، مشدّدةً على أنّ "هذه مفارقة يُفترض التوقّف عندها لأنّها تتّصل بما هو أعمق من رفض الصيَغ بالمداورة تارة من الحريري وطورًا من بري، ناهيك برفض "حزب الله" القاطع صيغة الـ18 وزيرًا".

ورأت أنّ "الكرة الآن عادت كليًّا إلى ملعب رئيس الجمهورية الّذي يصوّب عليه مباشرة ومداورة لأنّه الجهة الّتي يُفترض بها تقديم التنازلات بعدما تنازل الجميع، لكنّ السؤال: لماذا تراجع الكلام عن تنازل الرئيس عون عن الـ11 وزيرًا؟ ولماذا تمسّك باسيل بالثلث المعطل، بما يوحي وكأنّه يعطّل مبادرة الرئيس عون؟".

وأوضحت أنّ "الجواب لا يدخل ضمن نظرية المؤامرة، فلا باسيل يريد أن يعطّل عهد عون بتواطؤ مع "حزب الله" لأهداف تتّصل بالحزب، وهو ليس مستفيدًا من عدم تأليف الحكومة لأنّ حضوره فيها هو حضور الثلث والوزارات الّتي نالها هي وزارات خدماتية مهمّة، وخصومه المسيحيون تمّ تحجيمُهم بنحوٍ أو بآخر"، مشيرةً إلى أنّ "تصلّب باسيل سببه وجود إقتناع بأنّ "حزب الله" لا يريد حكومة الآن، فلماذا التضحية إذًا وخسارة مكاسب ستلقى سلة التعطيل المستمرّ الّذي سيجد مئة سبب وسبب لمنع تأليف الحكومة".