لفتت صحيفة البيان الاماراتية، الى تضارب الإحصاءات بشأن أعداد اللاجئين السوريين، الذين عادوا إلى ​سوريا​ بعد فتح معبر "جابر- نصيب" الحدودي في منتصف تشرين الاول الماضي بين سوريا والأردن، مشيرة الى ان الأزمة السورية دخلت عامها الثامن على التوالي، وبالرغم من المساعي الدولية لتهيئة الظروف كافة، من أجل إنهاء الأزمة وعودة اللاجئين من دول مختلفة، ما زال التردد في العودة هو سيد الموقف.

ولفتت صحيفة البيان الى ان الأردن كان من أوائل الدول التي استقبلت اللاجئين، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى أن أعداد السوريين تصل إلى 1.3 مليون، نصفهم يحملون صفة "لاجئ"، بينما يبلغ أعداد اللاجئين المسجلين حالياً في سجلات المفوضية 674 ألف لاجئ. وقد أجرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن استطلاعات لعام 2018 تبين من خلالها أن غالبية اللاجئين السوريين ليس لديهم نية لمغادرة الأردن خلال هذا العام، وأن 8% منهم يعتزمون العودة في العام المقبل.

وذكر مصدر لـ "البيان" أن الأنباء متضاربة حول معدلات عودة السوريين، فلا يوجد مصادر موثوقة تبين المعدلات بشكل دقيق. وما زال الداخل السوري يعيش اضطرابات وعدم استقرار، فهنالك مناطق يخرج سكانها منها مثل مناطق الحزام الأمني و المنطقة العازلة، إضافة إلى أن هنالك اعتقالات مستمرة واللاجئين على اطلاع بها، وتوقعت أن تكون معدلات العودة أدنى بكثير مما يتحدث عنه النظام، فاللاجئون السوريون الذين يرغبون يحسبون ألف حساب قبل الإقدام على خطوة العودة، سببها تصرفات النظام وأجهزته الأمنية ما يصعّب العودة، فهنالك مجموعة من التخوفات من أهمها وجود التجنيد الإجباري للاحتياط، وعدم وجود حالة استقرار فعلية في المناطق فالنظام ما زال يمارس ​سياسة​ الاعتقالات، أيضاً المناطق الأخرى التي تسيطر عليها فصائل متعددة ما زالت تمارس التسلط بأشكال مختلفة.، فضلا عن عدم وجود سبل للعمل فكيف للعائلات أن تعود دون وجود ضمانات بتحسن الحالة الأمنية والاقتصادية، وبحسب التقديرات فإن أعداد العائدين قليلة جداً، ولم تصل إلى 31 ألفاً.

ويكشف الخبراء ان وفق وزارة الدفاع الروسية المتابعة يوميا لحركة اللاجئين السوريين فقد وصل عدد العائدين إلى أكثر من 31 ألف لاجئ خلال 6 أشهر الأخيرة. رغم هذه الأعداد لا نستطيع القول إنها ضعيفة أو قوية، فالعودة تتم بحذر من قبل اللاجئين لأسباب عديدة من أهمها الأسباب الأمنية وعدم جاهزية البنية التحتية من صحة وتعليم وغيرها. وسبب العودة البطيئة تلفت المصادر نتيجة المحاذير المتعددة التي يضعها اللاجئ نصب أعينه، مثل غياب فرص عمل مناسبة له عندما يعود لتوفير حياة كريمة له ولعائلته، فزيادة أعداد العائدين ترتبط بشكل أساسي بالأمن والاستقرار وإحساسه بالاطمئنان.