رأى ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ انه "ليس هناك الا ثقافة السلام التي تحقق الانتشار والتلاقي بين الامم والشعوب من هنا كانت دعوتي لما يعزز هذه الثقافة لان من دون تعزيزها بين مختلف الاعراق والاديان لا يمكن حفظ السلام وتعميم المحبة بين البشر"، مؤكداً أن "ثمة مشاريع كثيرة في مصلحة البلد "سنبدأ بها فورا بعد ​تشكيل الحكومة​ الجديدة".

ولفت الى أن "المجتمع اللبناني شبيه بمجتمع الهند بتعددية الثقافات والاديان فيه"، مشيراً إلى أن "الفقر والبؤس يشجعان الجريمة التي تودي بمرتكبيها الى السجن، معتبرا ان "تشجيع اللاجئين على العودة الى بلدانهم ومنازلهم يمثل الحل الافضل لهم، لا سيما وان تعليمهم سيكون اسهل وكذلك الامر بالنسبة لتحضيرهم للثقافة الانسانية".

اضاف: "ان اللاجئين لم يكن ليلجأوا الا بفعل الحروب التي نتجت عن ادعاء مؤسسات دولية انها تشكلت لحفظ السلام كهيئة الامم التي تأسست العام 1925 تحت شعار اقامة السلام في العالم على سبيل المثال، فاشعلت الحروب عوضا عن ذلك. وفيما وضعت شرعة الامم المتحدة للمحافظة على حقوق الانسان والسلام، لا زلنا نلاحظ امتداد رقعة الحروب واتساعها. وها نحن اليوم نشهد المرحلة الثالثة منها وهي حروب الارهاب التي بدأت باسم محاربته واقامة الحرية والسلام والديموقراطية وتوسعت من دون ان تنهي حالة الحروب او الارهاب".

وتابع الرئيس عون: "لقد تبين ان المؤسسات تبحث القضايا ولكنها لا تؤمن تعايش المجتمعات، وليس هناك الا ثقافة السلام التي تحقق الانتشار والتلاقي بين الامم والشعوب، من هنا كانت دعوتي لما يعزز هذه الثقافة بين مختلف الاعراق والاديان لانه من دون ذلك لا يمكن حفظ السلام وتعميم المحبة بين البشر، ذلك ان الانسان قد يحب من يتعرف عليه ولكنه قد يبقى خائفا ممن لا يعرفه وسيكون بامكاننا من خلال اعتماد المشروع الذي اقترحناه مساعدة كل دعاة السلام والمحبة والسعادة للبشر".

وأكد أن "ما تعمل عليه الهند يتلاقى مع ما نقوم به في لبنان متمنيا ان تتلاقى المؤسسات ايضا التي تعمل من اجل السلام الحقيقي"، لافتا الى "اطلاعه على الثقافة الهندوسية المسالمة القريبة من الثقافة اللبنانية وتقديره لها".

واستقبل رئيس الجمهورية بحضور رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب النائب سيمون ابي رميا وفدا من جمعية الطاقات الشبابية للتنمية وذلك ضمن برنامج عمل الجمعية واطلاق مشروع "لقاء مع قدوة" الذي يهدف الى ترسيخ الشباب اللبناني في وطنهم.في مستهل اللقاء، تحدث النائب ابي رميا معتبرا ان مستقبل لبنان قائم على مرتكزين اثنين، الاول وهو الامل بشباب لبنان الزاخر بنموذج مؤمن به ويبذل كل ما باستطاعته من اجله، اما الامل الثاني فيتمثل برئيس الجمهورية "الذي نثق اننا قادرون في عهده على الوصول الى لبنان السيد الحر المستقل والعادل وبدولة القانون والمؤسسات".

وتوجه النائب ابي رميا الى الرئيس عون بالقول:" اننا كلنا طاقة وشباب للبنان واملنا ان نحقق التنمية في عهدكم".

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، معتبرا ان "الشباب اللبناني هم امل المستقبل، مؤكدا حرصه على العمل "على ان ينعم لبنان بالازدهار فيحافظ على شبابه في ارضهم ونعيد تكوين لبنان الذي حلمنا واياكم به"، موضحاً أن "ثمة مشاريع كثيرة لمصلحة البلد سنبدأ بها فورا بعد تشكيل الحكومة الجديدة لاعادة الانماء وخلق فرص عمل للشباب".

واشار الى أنه "حيث توجد الارادة نجد الوسيلة"، مؤكداً أنه "علينا عدم الاستسلام لليأس، كاشفاً عن أهمية الرجاء والامل ما يشجع الشباب على الابتعاد عن اليأس، مؤكداً أن لبنان سيزدهر، ما يتيح أكثر المجال لخلق فرص عمل للشباب لاسيما للمتخرجين منهم من الجامعات"، مشدداً على أن "​الهجرة​ لها ايجابيات على الصعيد الاقتصادي، ولكن لا يجب أن تشكل بديلاً عن الوطن وعن المجتمع اللبناني وبيئته، فلبنان هو عقل للشرق وقلب للغرب. "وانا أرى أن المجتمع اللبناني هو الافضل لاسيما بالنسبة للإلفة والتقارب بين الاشخاص".

واكد انه "اصبح لدينا اليوم تجربة جديدة اتاحت لنا معرفة كل مكامن الفساد الموجودة في الدولة، لذلك اكتملت الآلية التي ستستعمل لإصلاح البلد. وليس هناك أي شيء محرّم على رئيس الجمهورية او من الممكن أن يعيقه عن استكمال مسيرة مكافحة الفساد وهذا وعدي لكم، وقد تأخر تنفيذه بسبب عدم تشكيل الحكومة."

وقال الرئيس عون: "اليوم هناك العديد من المشاريع الاقتصادية، كما ان هناك إنجازات على الصعيد القضائي والامني لاسيما في مجال مكافحة الارهاب والقضاء على الارهابيين، كذلك في ما يتعلق بمكافحة جرائم الخطف والسرق"، مؤكداً أن "مؤسسات الدولة في طور النهوض، ولكن حل المشكلة الاقتصادية يتطلب وقتاً، خصوصاً انها جاءت نتيجة تراكمات وتأثراً بالازمات العالمية".