لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية إلى أن "​تركيا​ البلد الجار لكل من ​سوريا​ و​العراق​، والتي تمتد حدودها الجنوبية مع العراق331 كيلومتراً، ومع سوريا 822 كيلو متراً، لا تنفك تمارس مع البلدين أسوأ أشكال علاقة الجوار من حيث التدخل العسكري المباشر في أراضيهما، بل واحتلال أجزاء منها ووضع قواعد عسكرية فيهما دون إرادتهما، ودعم جماعات مسلحة تحتل أجزاء من ​الأراضي السورية​ الشمالية، دون أن ننسى الدور البشع الذي لعبته ​أنقرة​ طوال السنوات الثماني الماضية عندما حولت أراضيها إلى معقل للمرتزقة و​الجماعات الإرهابية​ التي جاءت من كل حدب وصوب، واستخدمت حدودها معبراً إلى كل من سوريا والعراق كي تمارس أبشع أشكال الإرهاب التي شهدتها البشرية في تاريخها، حيث تم استهداف الإنسان والتاريخ والحضارة والأديان والعمران".

وأشارت إلى أن "آخر فصول جار السوء هذا، قيامه بسلسلة غارات جوية استهدفت ​شمال العراق​ بزعم محاربة ​حزب العمال الكردستاني​ التركي الذي تعتبره أنقرة إرهابياً، من دون إذن السلطات العراقية التي من المفترض أنها صاحبة السيادة المطلقة على كل الأراضي العراقية، ووفقاً للقانون الدولي فإن أي انتهاك لهذه السيادة يعتبر عدواناً مباشراً على العراق، ما اضطر ​وزارة الخارجية العراقية​ إلى استدعاء السفير التركي في ​بغداد​، حيث سلمته رسالة احتجاج على قيام الطائرات التركية بخرق الأجواء العراقية واستهداف العديد من المواقع في منطقتي جبل ​سنجار​ ومخمور شمال العراق «وأوقعت خسائر في الأرواح والممتلكات ورغم أن الخارجية العراقية دعت الجانب التركي إلى التزام ​سياسة​ حسن الجوار حفاظاً على علاقات الصداقة بين البلدين»، إلا أن الجانب التركي تصرف باستعلاء وتحد، فقد قال الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ نفذنا عملياتنا في العراق..سيكون هناك المزيد، لماذا؟ نظراً لأننا نواجه تهديدات من هناك، وسيكون هناك رد على الفور".

وسألت الصحيفة: "هذا على الجانب العراقي، فماذا عن سوريا؟ لا يختلف الأمر كثيراً، حيث تمارس أنقرة سياسة الاستقواء والبلطجة، مباشرة من خلال قواتها، أو من خلال جماعات مسلحة تعمل لحسابها وبإمرتها، فبعد احتلال منطقة عفرين في شمال سوريا ها هي تهدد باجتياح منطقة شرق ​الفرات​، ليس لمحاربة "داعش" إنما لمطاردة الجماعات الكردية بحجة أنهم يشكلون خطراً على أمنها الوطني، مستغلة ضعف النظام في محاولة لفرض معادلة جديدة في شمال سوريا تستطيع من خلالها تحقيق مكاسب سياسية وتختطف حصتها من الكعكة عندما يحين أوان التسوية، وهو ما بدا واضحاً في عدم التزامها بتطبيق اتفاق سوتشي بشأن منطقة خفض التوتر في إدلب مراعاة لجماعاتها المسلحة و"​جبهة النصرة​"، في عملية ابتزاز باتت مفضوحة الأهداف وكل ذلك يجري أمام أعين العالم والعرب، فلم نسمع صوتاً يدين أو يستنكر، وكأن الأرض العربية باتت مشاعاً لكل ما هب وهب".