أكد مندوب ​الكويت​ الدائم في ​الأمم المتحدة​ منصور العتيبي أن "الكويت تشيد بالتفاعل المميز للحكومة ال​لبنان​ية تجاه الأزمة الحلية منذ بروزها والذي تجسّد بإعلان ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ عن التزام لبنان بمعالجة المشكلة وإزالة أسبابها خاصة وان هذه الواقعة لا ترقى إلى تهديد الأمن والسلم في المنطقة"، مرحباً بـ "تمسك الرئيس عون بتنفيذ ​القرار 1701​ وحرصه على الإستقرار في ​الجنوب​ ورفضه أي ممارسات يمكن أن تؤدي إلى توتر الوضع على الحدود".

وخلال جلسة ل​مجلس الأمن الدولي​ لبحث أنفاق "​حزب الله​"، لفت العتيبي إلى أن "لبنان يعيش منذ عقود من الزمن في مواجهة استفزازات إسرائيلية مستمرة ولعل آخرها محاولة إسرائيل تضخيم الأحداث الأخيرة إعلاميا وسياسيا وعسكريا على إثر التهديدات العسكرية بتدمير تلك الأنفاق، في حين أن الإنتهاكات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية مستمرة دون هوادة وبشكل شبه يومي".

واعتبر أن "انعقاد هذه الجلسة يمنحنا الفرصة لإيضاح الوضع الخطير الذي يهدد لبنان في ظل تنامي عدد وحدّة الإنتهاكات الإسرائيلية، لا سيما وأن ​الجيش الإسرائيلي​ هو من يرتكبها ما يشكّل خطراً على المدنيين"، مشيراً إلى أن "الإنتهاكات المتزايدة لسلاح الجو الإسرائيلي خلال الآونة الأخيرة تعدّ مؤشراً لتوقّع ازدياد تلك الخروقات، ففي حين أن القرار 1701 والسيادة اللبنانية ينتهكان بصورة شبه يومية، وهو أمر مثبّت من قبل ​الحكومة اللبنانية​، إلا أننا لم نجد أي مطالبات بعقد جلسة طارئة لوقف تلك الإنتهاكات الإسرائيلية التي تفوق بخطورتها مسألة الأنفاق، وتعتبر مبرراً لعقد جلسة، فعلى سبيل المثال، بلغ عدد الإنتهاكات الجوية خلال الأربعة أشهر الماضية فقط 550 انتهاكاً وبلغ عدد ساعات الإنتهاك أكثر من أربعة آلاف ساعة".

ورأى العتيبي أن "الإنتهاكات الإسرائيلية لم تقف عند هذا الحد، فقد بلغ الإبتكار الإسرائيلي بالتنوع في الإنتهاكات مستويات جديدة عبر الرصد الإلكتروني وأنشطة ​التجسس​ والمراقبة من خلال القوة العسكرية التي تنشرها جنوب ​الخط الأزرق​ وعلى امتداده من خلال الأجهزة التي وضعتها على طول الحدود اللبنانية".

وجّدد إدانة الكويت لـ "انتهاك إسرائيل السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً ونؤكد دعمنا لموقف لبنان لمطالبته ​المجتمع الدولي​ تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 الذي يستند على القرارين 425 و426 عبر وضع حد نهائي لانتهاكات إسرائيل وتهديداتها للمنشآت المدنية اللبنانية وبنيته التحتية ونشير إلى بيان ​وزارة الخارجية اللبنانية​ الذي دعا إلى الإلتزام بقرارات مجلس الأمن".

وأوضح أن "ما استعرضناه من خروقات إسرائيلية لم يشمل الإنتهاك الأكبر والمتمثل باستمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية ونؤكد على حق لبنان المشروع في استعادة أراضيه مثل ​مزارع شبعا​ وتلال ​كفرشوبا​ والجزء اللبناني من قرية ​الغجر​"، مشدداً على "حق لبنان بمقاومة أي اعتداء إسرائيلي بالوسائل المشروعة ونؤكد على ضرورة التفريق بين ​الإرهاب​ و​المقاومة​ المشروعة ضد الإحتلال الإسرائيلي الذي هو حق أقرته المواثيق الدولية".

ولفت العتيبي إلى أنه "على الرغم من عدم وجود إطلاق نار دائم وهو ما يعود بالدرجة الأولى إلى إصرار إسرائيل على القياد بانتهاكاتها إلا أننا نرحب بحالة الهدوء المستمرة والتي لم يكن لها لتتحقق لولا تعاون قوات الأمن اللبنانية الوثيق مع اليونيفيل".