أكد نائب الأمين العام ل​حزب الله​ ​الشيخ نعيم قاسم​ "أننا اليوم إذا أردنا أن نتعرف على أزمات المنطقة على امتداد ​العالم العربي​ والإسلامي سنرى أن سبب كل الأزمات إسرائيل، إسرائيل شرَّدت ال​فلسطين​يين، إسرائيل ضيقت على الذين يعيشون داخل فلسطين، ولم تترك وسيلة من الوسائل الإجرامية والبشعة إلاَّ واستخدمتها".

وفي كلمة خلال الذكرى السنوية للشهيد ​سمير القنطار​ في حسينية البرجاوي ​بئر حسن​، لفت قاسم إلى أن "إسرائيل تخترق الأجواء ال​لبنان​ية، بالشهر الماضي بلغ عدد الاختراقات في الأجواء 150 خرقًا، وإذا قسمناهم على 30 تكون النتيجة بمعدل 5 خروقات يوميًا، ألا يعتبر هذا الخرق اعتداءً على لبنان؟ أي ​مجلس الأمن​ وأين الدول الكبرى وأن الإنصاف الذي يتحدثون عنه؟ مسموح لإسرائيل أن تعتدي، ومسموح لإسرائيل أن تخترق، ومسموح لإسرائيل أن تحاصر، ومسموح لإسرائيل أن تقتل، لأن أمريكا مع إسرائيل، ولأن الدول الكبرى راضية بوجود إسرائيل في منطقتنا على حساب شعوب هذه المنطقة، لكن عندما تكون ​المقاومة​ موجودة وشعب المقاومة موجودًا وإرادة المقاومة موجودة لا يمكن لإسرائيل أن تُنجز مشروعها، ولا يمكن أن تخصص حدود دولتها، ولا يمكن أن تبقى في المستقبل بيننا مع وجود هذه المقاومة الشريفة البطلة التي تعمل وتضحي ومنها الشهيد القائد سمير القنطار".

وأوضح أن "لا حل مع إسرائيل إلاَّ بالمقاومة، أما التسوية التي يقولون عنها فهي على سيئاتها ليست معبرًا لإنهاء ​القضية الفلسطينية​، بدليل صفقة القرن، المبنية على تعطي ​القدس​ بكاملها لإسرائيل وأن تلغي ​حق العودة​ وأن تنهي كل شيء اسمه القضية الفلسطينية، إذًا أي تسوية تتحدثون عنها؟".

واعتبر قاسم "أننا سنستمر في أسباب قوتنا العسكرية مهما ارتفع الصراخ لأننا أدركنا على المستوى العملي أننا عندما أصبحنا أقوياء حررنا أرضنا في ​الجنوب​، وعندما أصبحنا أقوياء بنينا توازن الردع مع إسرائيل، وعندما أصبحنا أقوياء استعدنا الأسرى والمعتقلين، وعندما أصبحنا أقوياء استطعنا أن ننقل هذه التجربة إلى شعوب المنطقة لتقاوم وتواجه ​الإرهاب​ التكفيري الذي هو صنيعة إسرائيل".

ورأى أن "المقاومة هي الحل لثلاثي الحق: للحماية والردع والتحرير، الحماية من ​العدوان الإسرائيلي​ الذي لا يفهم إلاَّ بلغة القوة، والردع لنضع حاجزًا أمام تصرفاته العدوانية بأي وقت يشاء، والتحرير لنستعيد أراضينا المحتلة".

وعبّر قاسم عن "ارتياحنا لمسار تشكيل ​الحكومة​ في الأيام الأخيرة، خاصة أن مبادرة ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ قد فتحت مسارًا للحل والمعالجة، حيث يمكن إطلاق وصف حكومة الوحدة الوطنية عندما يتم الاعتراف بـ "​اللقاء التشاوري​" وكل المجريات في الأيام الأخيرة تبين أن هذا الاعتراف حصل، وأن المطلوب استكمال بعض التفاصيل، ليكون تمثيل اللقاء التشاوري باختيار من يختارونه جزءً لا يتجزأ من حكومة الوحدة الوطنية".

وأكد "أننا قلنا مرارًا بأن "حزب الله" ليس له مطالب خاصة في الحكومة، ولا يريد حصة إضافية، وإنما يريد إنصاف "اللقاء التشاوري" الذي يمثل أفراده رصيدًا شعبيًا ظهر من خلال ​الانتخابات النيابية​، عندما يحصل هذا الأمر ويوافقون عليه، وإن شاء الله تسير الأمور في هذا الاتجاه، فالحكومة تتشكل بشكل طبيعي، عندها ستبصر الحكومة النور في القريب العاجل، ويكون أمامها مهمات كبيرة اجتماعية واقتصادية، لتبدأ معالجة هذا الواقع وتهتم بشؤون المواطنين، وتعمل على ​مكافحة الفساد​ كأولوية، وتعدِّل بعض القوانين التي تعبر عن الشفافية، وعلى إجراء المناقصات في التعهدات المختلفة، مصحوبة بالتفتيش والمساءلة، لنصل إلى بعض الإصلاح في هذا الواقع المهترء، وهنا ألفت النظر الحكومة القادمة تستلم مسؤوليتها ولدينا استقرار أمني وسياسي، وهذا دفعة مهمة لتنطلق الحكومة إلى أعمالها الداخلية في منطقة تعيش القلق والتطور والمشاكل التي استطعنا أن نحيِّد لبنان عن التأثر فيها. كفانا تجاذبات تخسرنا النتائج العملية".

واعتبر أن "​أميركا​ تعلن الانسحاب من ​سوريا​ لفشلها، أميركا في الواقع فشلت في مواقع عدة في المنطقة، هي لم تنجح في ​العراق​ ولا في لبنان ولا في دعم إسرائيل، ولم تنجح في دعم الإجرام ضد ​اليمن​، ولم تنجح في سوريا، لأن سوريا بعد سبع سنوات تحرر بقسم كبير منها، هنا يأس الأميركي من تحقيق شيء على الأرض، ولذا أعلن قراره بالانسحاب".