كما كان متوقعاً لم يحدث امس اي تطور مفاجىء من شأنه ان يعيد الحياة الى تشكيل الحكومة او ينعش مبادرة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ لإخراج التأليف قبل الميلاد المجيد كما كان يتردد اعلامياً وسياسياً. السلبية التي عمت مساء السبت ترجمت بمقاطعة الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ للحفل الميلادي الذي اقيم في بعبدا برعاية وحضور عون للتاكيد على ان الحكومة "طارت" وان لا تطورات ايجابية قد طرأت السبت لانجاز الحكومة. وتؤكد اوساط بارزة في ​8 آذار​ ومطلعة على مداولات التأليف والتي تنقلت في الايام الماضية بين مقر وآخر وبين إجتماع فآخر ان الامور كانت ماشية ولم تشبها شائبة الى حين بدأت العقبات التي "نبشها" رئيس ​التيار الوطني الحر​ الوزير ​جبران باسيل​ وخصوصاً لجهة تبادل الحقائب مع الثنائي الشيعي ومع ​الحزب التقدمي الاشتراكي​. وتشير المصادر في مسألة توزيع الحقائب تبلغ الحريري من رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ المفوض من ​حزب الله​ التعاطي في كل الشأن الحكومي في ما خص تحالف ​حركة امل​ وحزب الله انه ليس وارداً اعادة التفاوض حول الحقائب وما تم تثبيته في اليوم الاول للتكليف لن نتراجع عنه فتم رفض التنازل عن ​البيئة​ والشباب والرياضة مقابل الاعلام والمهجرين وتم اغلاق البحث في الامر عند الثنائي.

وتؤكد الاوساط وفي مسألة تبني اللقاء التشاوري لاسم جواد عدرا فإنه اتى حصيلة اتصالات وتقاطعات رئاسية ومنها انطلقت فكرة تسميته فعندما طرح الاسم على الرئيس بري قيل له ان الاسم يمكن ان يشكل تقاطعاً عند عون والحريري وقد يشكل مفتاح حل العقدة السنية وعقدة تمثيل النواب السنة الستة لذلك وافق بري ولكن لا دور للثنائي الشيعي في اختيار عدرا انما تمت الموافقة للتسهيل وانجاز الحكومة. وتشير الاوساط الى ان هناك "قطبة" مخفية في امتناع عدرا عن الحضور للاجتماع باللقاء التشاوري وهذه القطبة هي في عدم حسم عدرا مسألة تمثيله وتصويته للقاء التشاوري حصراً. وتلمح الاوساط الى ان هناك معلومات تفيد بدور لباسيل في هذا الامر وهو الايحاء لعدرا بأنه سيتم اختياره من قبل الرئيس وسيتبناه التشاوري على اساس ان يكون من حصة عون ويصوت لصالح التكتل العوني- الباسيلي.

وتؤكد الاوساط ان انقلاب باسيل على المبادرة الخماسية واضح في هذه النقطة والتي تشير بوضوح الى تخلي عون عن المقعد السني لمصلحة اللقاء التشاوري بعد اختيار عون لاسم من الاسماء التي قدمها اللقاء اليه وتخلي عون عن المقعد يعني انه سيذهب حصراً الى التشاوري ويصبح من حصته. وتشير الاوساط الى وجود تناقض حكومي بين عون وباسيل وخصوصاً لجهة اصرار باسيل على "الثلث المعطل" حيث رفض باسيل منذ شهر اعطاء مقعد من حصة عون لمصلحة التشاوري رغم تبلغ الحريري من عون استعداده لذلك وحينها لمح الحريري الى امكانية حصول تقدم في الحكومة لكن اصرار باسيل على الـ11 وزيراً طير الحلول وقتها وكذلك يفعل اليوم. وتشير الاوساط الى انه ليس مفهوماً ابداً ما يقوم به باسيل وخصوصاً ان الاصرار على الـ11 وزيراً اي الثلث المعطل غير واضح واسباب هذا التمسك والتعنت به وما الغاية منه. اذ يمكن لعون ان يعطل اي جلسة حكومية يترأسها عندما يطالب برفعها ويمنع التصويت.

وترى الاوساط ان التناقض بين عون وباسيل صار واضحاً اذ يسعى عون الى حكومة في اقرب وقت وضمن الـ10 وزراء وبلا ثلث معطل بينما يصر باسيل على تطيير مبادرة عون بالاصرار على الثلث المعطل وجعل ممثل اللقاء التشاوري من حصته بالقوة والمطالبة بتغيير حقائب حسم امرها سلفاً منذ اشهر ويعرف باسيل ان احداً من الافرقاء ليس مستعداً للتخلي عن حقيبة طالب بها. وتستغرب الاوساط ما يقوم به باسيل في حين ان تطيير الحكومة في وقت كانت الولادة وشيكة ولهذه الاسباب يجعل الامور صعبة ومعقدة وسيئة لصورة عون وعهده فهل من يتعظ؟