تؤكد اوساط سياسية في "الثنائي الشيعي" ان التظاهرات التي شملت عدد من المناطق اللبنانية عبرت في معظمها عن ردة فعل الشارع الغاضبة من تعاطي السلطة بكل مكوناتها ولم توفر الثنائي الشيعي وخصوصاً ​حزب الله​، اذ ارتفعت بعض الاصوات المطالبة بتحرك نواب الحزب في اتجاه تحقيق مطالب الناس الملحة في الاستشفاء والدواء و​الكهرباء​ والماء والتوظيفات. ففي ​الجنوب​ ومنطقة النبطية وان كانت بعض التظاهرات خجولة وفق الاوساط الا انها حملت الحزب مسؤولية ما يجري وقد لا تكون مسؤولية مباشرة انما مسؤولية المشاركة في السلطة الامر الذي يحتم ان يرفع حزب الله صوته وان يكون اكثر التصاقاً بقضايا الناس وهذا ما تحضره قيادة الحزب منذ مطلع العام 2018. وخلال الحملة الانتخابية للثنائي الشيعي وحزب الله رفع امينه العام ​السيد حسن نصرالله​ عناوين كبيرة وابرزها ​مكافحة الفساد​ وضبط الهدر في كل مرافق الدولة وهذا الامر لا يزال محل متابعة لدى قيادة الحزب التي شكلت لجنة برئاسة النائب حسن فضل الله وبإشراف السيد نصرالله وقد انجزت حتى الآن عشرات الملفات وهي جاهزة للتنفيذ في انتظار تشكيل ​الحكومة​ الجديدة. وتقول الاوساط ان الشعارات التي رفعت في تظاهرات ​رياض الصلح​ و​الحمرا​ ووسط البلد توجهت الى كل السلطة السياسية بما فيهما العهد والحكومة التي تصرف الاعمال ولكنها ظهرت كتظاهرات عشوائية وغير منظمة ولا تقف جهات سياسية او حزبية وازنة وراءها وهذا ما يسقط "الاتهامات الخبيثة" التي "تسرع" بعض الموتورين من "حلفائنا" بإطلاقها. فحزب الله وحركة امل ليسا ضد العهد او من داعمي تقويضه او افشاله بل دعاة حوار وحلول ودعم لعهد الرئيس ميشال عون منذ ما قبل الانتخاب وحتى اليوم. وفي السنة الثالثة للعهد ما زالا على "الوعد" وهما قدما كل التسهيلات اللازمة لانجاح العهد وانجاز الحكومة ولكن ثمة هناك جهات لا "تشبع" وتريد "اكل عسل الحبيب كله" ولا تترك "للصلح مطرح" ورغم ذلك ثابتون في التحالف مع الرئيس عون و​التيار الوطني الحر​. وتؤكد الاوساط ان الثنائي الشيعي يؤيد بعض المطالب الواضحة التي نادى بها بعض المعتصمين فنحن مع حرية التظاهر وسلميته وضد التخريب والفوضى ومع البنود الواضحة والمنظمة ومع الاستمرارية في التحرك حتى تحقيق الاهداف كما حصل في سلسلة الرتب والرواتب. وتقول ان من بين المتظاهرين عشرات الناجحين من الشيعة في مجلس الخدمة المدنية والذين لم يوظفوا حتى الآن لاسباب طائفية ومذهبية ولحجة غياب التوازن الطائفي بينما في الانتخابات النيابية وخلالها وقبلها وظف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل مئات الاشخاص من السنة والمسيحيين في اوجيرو وغيرها ولم يوظف شيعي واحد.

وتشير الاوساط الى ان الصرخات الشعبية التي تتصاعد يومياً في الشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد وخصوصاً في بيئة المقاومة والثنائي الشيعي الحاجة الى إعادة "تموضع" داخلي للمقاومة فلا يكفي الانجازات الباهرة العسكرية والامنية في لبنان والمنطقة والاقليم و​سوريا​ و​فلسطين​ بل يجب ان يكون هناك انصاف لهذه البيئة بتحصين مجتمع المقاومة. وتحصين هذا المجتمع يفترض على المقاومة ان تكون اكثر التصاقاً بجمهورها وبيئتها واكثر مواءمة لحاجاته ومتطلباته وتحصينه في المجال الاقتصادي والاجتماعي. وفي هذا السياق يستكمل حزب الله وفق الاوساط تموضعه الداخلي عبر متابعة ملفات الفساد والهدر وضبط التوظيف العشوائي الى تحضير الملفات الصحية والطبية والاستشفائية التي ينوي متابعتها وزير الحزب بعد توليه ​وزارة الصحة العامة​ بالاضافة الى ملفات الشباب والرياضة في الحقيبة التي سيحتفظ بها الحزب في الحكومة العتيدة اذا تشكلت في العام المقبل.