دعا متروبوليت ​طرابلس​ وسائر ​الشمال​ للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار جاورجيوس ضاهر إلى "الابتعاد عن الخلافات ونبذ ​العنف​ والسعي لترسيخ ​المحبة​، و​تشكيل الحكومة​ اليوم قبل غد"، مؤكدا أن "المسؤولين مقصرون وأنهم يعرضون البلد لهزات أساسية في كيانه".

وخلال ترؤسه قداس الميلاد في كاتدرائية مار جاورجيوس في طرابلس أشار ضاهر الى "أنني أتمنى لكم جميعا ميلادا مجيدا وسنة جديدة مباركة، صلاتي أرفعها لكل واحد منكم ليكون الميلاد فيكم، ولتكونوا في الميلاد، فيتجسد المسيح في أعمالكم، ولتكونوا بناة سلام وحاملي بشرى الفرح".

وأوضح "اننا نحتفل الليلة، بذكرى ميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا ​يسوع المسيح​. الرب الإله، الذي تأنس وأخذ جسدا من ​مريم العذراء​، التي حبلت بفعل الروح ​القدس​. الله صار إنسانا، لكي يصير الإنسان إلها. جاء لخلاص كل واحد منا، وهذا هو معنى ​الولادة​ العجيبة في سر التجسد العظيم، فابن الله أصبح إنسانا".

وأشار الى أنه "أن نعيش ​عيد الميلاد​، معناه أن نسمح ليسوع بأن يدخل في حياتنا، ويغيرها. وأن نستطيع في الوقت عينه، بأن نخرج من حياتنا التي ألفناها، ومن تقوقعنا، للدخول في عظمة رحمته. فالبراعة، كل البراعة (القول لنيتشه) لا تكمن في تنظيم العيد، الذي سيجد حتما من ينظمه، ولا في إيجاد الأموال الطائلة التي تصرف لهذه الغاية، بل في وجود أشخاص قادرين على الفرح في العيد".

وإذ سأل "لكن كيف نفرح بالعيد؟ كيف نفرح وعيوننا لا تطال إخوتنا؟ وقلوبنا لا تخفق حبا؟ وأحشاؤنا لا تتحرك أمام المظالم التي تحيط بنا؟ وأيدينا مقفلة على العطاء؟ وعواطفنا باردة؟ ألا يجدر بنا والحالة هذه، البحث عن دفء العيد الحقيقي، الذي يطلبه المولود الإلهي منا، لكي نرتد إلى الله والإنسان؟!"، مشيراً الى أه "بلى، فالفرح ممكن فقط في رفقة الآخرين، ويمكننا أن نكون في رفقة الآخرين فقط في الحب اللامتناهي. فالفرح ممكن فقط عبر إزالة حواجز الأنا في المسيرة نحو الله ونحو التأله".