لا تسأل مسؤولاً في "​حزب الله​" عن الحكومة وجديدها إلا ويأتي الجواب، (رئيس التيّار الوطني الحر) ​جبران باسيل​. ولا تسأل صحافياً محسوباً على الحزب أو من المقربين منه عن العرقلة التي تعيق صدور مراسيم تأليف الحكومة إلا وتسمع كلمتين إثنتين، جبران باسيل. مهما عدّلت صياغة سؤالك فلن تسمع إلا عبارة جبران باسيل.

"جبران باسيل لا يريد سنّة "​اللقاء التشاوري​" في الحكومة، وجبران باسيل لا يريد التخلّي عن المقعد السني من حصة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ لأنه يريد التمسك بالثلث المعطل على الطاولة الوزارية. جبران باسيل هو من ضغط على جواد عدرا لعدم لقاء نواب "اللقاء التشاوري" ولعدم القبول بتمثيلهم حصراً والتخلي عن رئيس الجمهورية". عبارات يسمعها أي مواطن عادي يحاور مواطناً عادياً من جمهور حزب الله. هكذا، فجأة وبسحر ساحر، لم تعد مشكلة الحزب مع رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، ولم يعد الأخير متهماً بعدم الإعتراف بنتيجة الإنتخابات، وبالإصرار على إحتكار التمثيل السنّي بتياره. فجأة أصبح جبران باسيل المعطّل الأول والأخير لتأليف الحكومة، كل ذلك من دون أن يسمّي أحدا من جمهور الحزب وقيادييه الرئيس ميشال عون، وكأن وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال ورئيس الجمهورية على خلاف، أو كأن الرئيس عون يعارض معركة واحدة من المعارك التي يخوضها رئيس ​التيار الوطني الحر​ خلال عملية ​تشكيل الحكومة​.

بناء على ما تقدم تستغرب مصادر بارزة في التيار "الهجمة المنظمة التي يتعرض لها رئيس التيار الوطني الحر من قبل المحسوبين على حزب الله، أكانوا من المناصرين أو الإعلاميين ومن دون أن ننسى مفاتيح الجيش الإلكتروني الخاص بالحزب على مواقع التواصل الإجتماعي". وفي هذا السياق تضيف مصادر التيار إذا كان البعض من بقايا "​14 آذار​" قد جعل نفسه يصدق مقولة إن باسيل شيء في السياسة والرئيس عون شيء آخر كونه أصبح رئيساً للجمهورية، فحزب الله يعرف جيداً أن رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر شيء واحد في السياسة، وإن خاض الأخير معركة لتحصيل بعض المكاسب الحكوميّة لرئيس الجمهورية فذلك يتلاقى مع نظرية الرئيس القوي، وصاحب فكرتها هو ميشال عون نفسه. وفي تفسير أوضح للأمور، فمن يعتقد أن باسيل يخوض معركة الثلث المعطّل وسط رفض الرئيس عون لهذه المعركة فهو واهم، ومن يفكّر للحظة بأنّ الرئيس عون تخلّى كلياً عن المقعد السنّي ليس فقط لتسهيل عملية التشكيل الحكومي، بل لأنه أراد أن يقدم لقوى الثامن من آذار مقعداً وزارياً على طبق من فضة وهذا ما يرفضه باسيل، فهو أيضا مخطئ في قراءته السياسيّة، لأنّ الحزب يعرف جيداً أن باسيل لا يزال حتى بعد إنتخاب عون رئيساً للجمهورية، الذراع التنفيذي لرئاسة الجمهورية وهل نسي حزب الله كيف عندما يحتاج الرئيس عون لموفد يرسله الى الضاحية للتفاوض على أمر ما بإسمه، لا يقع خياره على شخصية أخرى غير باسيل.

لكل هذه الامور، يصبح السؤال مشروعاً وفي محله، هل المقصود من الحملات التي تدور في كنف حزب الله وجمهوره، جبران باسيل أم ميشال عون نفسه وعهده الرئاسي الذي مرّ منه سنتان وشهران أي 26 شهراً ومنها 9 أشهر في ظل حكومة تصريف أعمال على إعتبار أن تشكيل ​حكومة الحريري​ الثانية في العام 2016 إستغرق شهرين وها نحن اليوم أمام 7 أشهر من التعطيل الذي يفرمل ولادة حكومته الثالثة والتي يعول عليها الرئيس عون كثيراً؟!.