رأى المتحدث الرسمي باسم ​الجيش اليمني​ و​اللجان الشعبية​ العميد يحيى سريع أن "قوى العدوان باتت مرغمة على دراسة خيارات أخرى، بعد وصول خيارها العسكري إلى طريق مسدود"، داعيا اياها إلى "أن تكمل المسار الذي بدأته أخيراً، بخروج عاجل يحفظ ماء الوجه، بدلاً من العناد والمكابرة".

وأمل العميد يحيى سريع في حديث إلى "الأخبار" في أن يفتح نجاح اتفاق ​الحديدة​ الباب على وقف شامل لإطلاق النار، يمهّد الطريق لتسوية كاملة، جازما بأنها "ستقود اليمنيين إلى النصر ونيل الحرية والاستقلال".

وأوضح انه "حتى اللحظة، هناك خروقات مستمرة من قِبَل العدوان في الحديدة، ومع وصول لجنة التنسيق التابعة للأمم المتحدة تَقلّ الخروقات يوماً بعد آخر، إلا أننا ما زلنا نؤكد ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، ما زلنا حريصين على إحلال السلام وإنجاح اتفاق التهدئة، إلا في حالة رفض الطرف الآخر".

ولفت إلى ان "العدوان يحاول منذ أربع سنوات تحقيق تقدم، ولهذا نجده يرفض الحديث عن وقف إطلاق النار. ونعتقد أنه سيصل في نهاية المطاف إلى القبول بوقف إطلاق النار، فقواتنا في أوضاع دفاعية إيجابية، ومن حين لآخر تنفذ عمليات هجومية مدروسة ودقيقة وفق خطط مسبقة".

وأكد ان "المعارك في الحدود مستمرة ولم تتوقف، فالعدو يدفع بالمزيد من المرتزقة، منهم على سبيل المثال أكثر من 10 آلاف جندي سوداني وصلوا مؤخراً إلى جبهات الحدود وجبهات الساحل الغربي. وعلى رغم التصعيد في جبهات الحدود، إلا أن قواتنا لا تزال في مواقعها المتقدمة في ​جيزان​ و​نجران​ وعسير... وجبهات الحدود لا ترتبط بملف معين، بل ترتبط ببقية الجبهات، وبطبيعة المواجهة العسكرية مع العدوان، وبالتأكيد كلّ ما يحقّق هدفنا في وقف العدوان سيكون ضمن المسارات التي قد يتمّ تفعيلها من أجل تحقيق هذا الهدف، والقيادة هي مَن تحدّد ذلك".

من جهة أخرى قال: "لدينا معلومات استخباراتية تؤكد أن قوى العدوان تستعين بالعناصر التكفيرية، وتسهّل وصول العشرات من تلك العناصر إلى عدن وإلى محافظات جنوبية قبل انتقالها إلى الجبهات، ومعظمها يتم استدعاؤها من ​سوريا​. فقبل أيام، وصلت طائرة تقلّ العشرات من العناصر التكفيرية إلى مطار سيئون قادمة من دولة عربية، وبحسب معلوماتنا سيتمّ نقل هؤلاء إلى الحدود ​السعودية​، وسبق أن تمّ الدفع بالمئات من هذه العناصر إلى الجبهات، ومنها جبهة كتاف في صعدة، وقد تم الاتفاق مع ما يسمى داعش والقاعدة على تسليمهما مليونَي دولار مقابل التكفّل بجبهة كتاف، وبالفعل تم تسليم ربع المبلغ".

وشدد على انه "واثقون بالنصر... سواءً بالمسار العسكري أو بالسياسي. نعم، أمامنا مراحل عدة للوصول إلى ما يريده الشعب، إلا أننا وكما نؤمن بالتضحية والجهاد والصبر والصمود، نؤمن كذلك بإثبات حسن النية في سبيل تحقيق السلام، وبتقديم كل ما يمكن تقديمه من تسهيلات ومقترحات، واتخاذ ما يلزم من خطوات من أجل الدخول في اتفاق شامل وكامل، بمسارات سياسية وأمنية وعسكرية متزامنة"، محذرا من أنه "في حال فكّر العدو في أن يعتدي على مياهنا الإقليمية، فلدينا من المفاجآت ما ليس في الحسبان".