كشفت مصادر مطلعة لـ"الأخبار" تفاصيل ما دار بين رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ورئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ في لقائهما الأخير السبت الفائت، عندما جاء الرئيس المكلّف بتأليف الحكومة حاملاً إلى رئيس المجلس طلبات وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال ​جبران باسيل​، وهي تخلّي بري عن ​وزارة البيئة​ لمصلحة ​التيار الوطني الحر​، وتسليم ​وزارة الإعلام​ ل​حركة أمل​، وإخراج الشباب والرياضة من حصة ​حزب الله​ وتسليم الحزب وزارة دولة.

لم يصدق بري ما طلبه الحريري، فسأله كاظماً غيظه: "سعد.. من يؤلّف الحكومة؟ أنت أم جبران؟ اخترعتم قصة (جواد) عدره وقبلناها ثم انقلب عليها جبران، والآن تريدون انتزاع وزارات منا لمصلحة جبران؟".

ردّ الحريري مبرراً: "أنا ما خصني بقصة عدره... وهذه مطالب جبران و​رئيس الجمهورية​".

هنا، وقبل أن يُنهي بري لقاءً لم يستمر أكثر من 12 دقيقة، قال لضيفه: "شوف دولة الرئيس، الصبي مات… وعلينا البدء من جديد... نحن حصتنا من النواب تعطينا ما بين 7 و8 وزراء، ولم نعد نكتفي بالوزراء الستة (حركة أمل وحزب الله) يا حبيبي يا سعد، نحن ما عاد عندنا أسنان... كلها تخلّعت بال​سياسة​. قلّو لجبران يروحوا يقلّعوا شوكهم بإيديهم… ولو استمرت العرقلة ل​عيد الميلاد​ 2019، أنا مش مستعجل.. انتو الخسرانين".

وفي حديث الى "الاخبار"، اشار بري الى انه "لا أحد يتحدث مع أحد"، من غير أن يكون متيقناً في أي وقت يمكن أن تبصر الحكومة الجديدة النور، في الأسابيع الأولى من السنة الجديدة. وما يبعث على الغرابة لدى رئيس المجلس أن الحريري قال إنه ملتزم الصمت، ولا يريد التعاطي في التأليف، المنوط به كمهمة دستورية.

عندما يُسأل برّي عن الثغرة التي يمكن من خلالها التخلص من هذه الأزمة، يجيب باقتضاب: "ليست هناك مشكلة. توجد لائحة مرشحين للمقعد السنّي، سواء الأصليين أو وكلائهم. خرج اسم وبقيت ثلاثة أسماء، فليسموا أحدها. أما عن الحقائب، فنعود بها إلى ما قبل التلاعب الأخير بها بالإبقاء على ما تمّ الاتفاق سابقاً على توزيعها، فننتهي".

بحسب برّي المشكلة ليست في أي من الأسماء المرشحة للتوزير في المقعد السنّي، بل في المكان الذي يقتضي أن يحل فيه: "هذا الرجل يجب أن يكون، وفقط، ممثلاً للنواب السنّة الستة، وليس لأي فريق آخر. بل أن يأتمر بأمرهم. عندما تنازلت في حكومة 2011 عن مقعد شيعي لوزير سنّي (فيصل كرامي) لم أفرض عليه أي شرط، إلا أنه لم يذهب إلى مكان آخر، بل صوّت في مجلس الوزراء إلى جانب حركة أمل".

ولم يقفل رئيس مجلس النواب نبيه بري الباب امام إمكان المبادلة، وقال لـ"الجمهورية": "عندما طرح عليّ الرئيس المكلّف أن آخذ وزارة البيئة، وقبلت ذلك، شكرني على قبولي بها. أنا الآن لست متمسكاً بالبيئة، فليعطِني حقيبة غيرها، فأقبل بها فوراً، الّا الاعلام".