تؤكد اوساط سياسية بارزة في ​8 آذار​ ان ما يجري في المنطقة بأسرها يؤكد ان هناك تحالفاً انتصر وآخر انهزم وفشل فشلاً ذريعاً في مشروعه وها هو اليوم يهرول الى المصالحات واعادة النظر بالمواقف والافعال لاستدراك الموقف والتقليل من الخسائر قدر الامكان.

ولا تخفي الاوساط ارتياحها الى كل ما يجري من اليمن فالعراق ف​سوريا​ وإسقاط المقاومة الفلسطينية بصمودها صفقة القرن ولعل الاهم في الانتصارات وما يعني لبنان ان انتصار سوريا العريض هو انتصار للبنان ولفريق وزان فيه هو فريق المقاومة وتحالف الثنائي الشيعي وفريق 8 آذار. وتضيف الاوساط ورغم هذا الانتصار كله الذي يتحقق تدريجياً في سوريا وهو نصر لن يكتمل الا بدحر اخر تكفيري وارهابي ورحيل اخر محتل اميركي او تركي او اوروبي عن الارض السورية، فإن فريقنا السياسي عوّد جماهيره وحلفائه وخصومه على العض على الجراح وعلى التواضع عند الانتصار وعلى تغليب الوحدة الوطنية على ما عداها. وتذكر الاوساط ان في عز انتصاره في العام 2000 ودحره العدو الصهيوني عن القسم الاكبر من جنوب لبنان تواضعت المقاومة عندما لم تقتل عميلاً لحدياً واحداً وعندما تركتهم يفرون مع عائلاتهم الى فلسطين المحتلة بينما من سلم نفسه للمقاومة سلمته الى الدولة اللبنانية وحوكم امام قضائها رغم بعض الاحكام المخففة التي صدرت على البعض لم يتدخل الحزب في عمل القضاء وترك الامور تأخذ مجراها الصحيح. وهذا الصفح عن العملاء وترك الامور الى القضاء ساهم في عودة ابناء الشريط الحدودي من كل المذاهب والطوائف وها هم ابناء الجنوب من مختلف الانتماءات المذهبية والطائفية يعيشون بسلام على مرمى حجر من الحدود مع العدو ويتصدون صفاً واحداً له ولخروقاته.

وفي العام 2006 وبعدما خرج حزب الله منتصراً بعد عدوان الـ33 يوماً لم يوظف انتصاره في الحكومة بل نزل الى الشارع لتحقيق العدالة في التمثيل والمشاركة في الحكومة ولمنع حكومة السنيورة البتراء من إكمال تجاوزاتها وقراراتها غير الميثاقية وعند تسوية الدوحة لم يفرض حزب الله وحلفاؤه مفاعيل هزيمة مشروع اسقاط المقاومة وسلاحها في 7 ايار 2008 في المعادلة الحكومية الجديدة.

وها هو اليوم مع الهرولة العربية والخليجية تحديداً الى سوريا يبدو فريق حزب الله وحركة امل وفريق 8 آذار اكثر تواضعاً من الفريق المهزوم والذي سقطت كل احلامه بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد وسقوط سلاح حزب الله واغراقه في الوحول السورية. فحزب الله والذي خرج منتصراً من معركة الجرود واسقط المشروع التكفيري في لبنان بالتعاون مع الجيش والشعب والاجهزة الامنية، خرج منتصراً من الميدان السوري بتحقيقه الانجازات الامنية والعسكرية وبتطوير مهاراته القتالية وزيادة قدراته التسليحية ليغدو قوة ضاربة في الشرق الاوسط بكامله وليتحول الى معادلة ردع للعدو الصهيوني من الجولان الى مزارع شبعا فالسلسلة الشرقية والغربية للبنان.

وتؤكد الاوساط ان ما نراه في دمشق ليس مشهداً مفاجئاً له ونحن على علم بما يجري من اتصالات منذ سنتين واكثر فما كان يجري تحت الطاولة صار اليوم على "المكشوف" والدولة الخليجية التي كانت تصعد ضد سوريا في مجلس الامن والجامعة العربية كانت تفاوضها عبر مسؤولي استخباراتها وكبار دبلوماسييها بالاضافة الى العديد من اجهزة الامن الاوروبية والتي تتواصل دورياً مع الاجهزة الامنية السورية للتنسيق في قضايا الارهاب والتكفيريين. وتشير الاوساط الى ان ما ظهر في الايام الماضية بزيارة الرئيس السوداني عمر البشير الى الشام ومن ثم افتتاح السفارة الاماراتية في دمشق بالاضافة الى مساعي العديد من الدول العربية والخليجية للقيام بالخطوة الاماراتية نفسها من مصر والاردن وسلطنة عمان وصولاً الى السعودية فالامور ليست الا مسألة وقت.

وتلفت الاوساط الى ان ما يجري في اليمن والعراق وسوريا وفلسطين وخصوصاً الانتصار المدوي في السوري سينعكس حتماً على فريق السعودية في لبنان وخصوصاً فريق تيار المستقبل والقوات فما كان الرئيس المكلف سعد الحريري يرفضه ويرفض الاعتراف فيه سيعود ليقر به وخصوصاً لجهة تمثيل اللقاء التشاوري من حصته. ووفق الاوساط فإنه يبدو ان نصائح سعودية وعربية واماراتية تحديداً وصلت الى الحريري بضرورة "لمّ" المشكلة الحكومية سريعاً وقبل القمة الاقتصادية العربية منتصف الشهر المقبل وفيها سيقر العرب والخليجيون رسمياً عودة سوريا الى الجامعة العربية وعودتهم مع سفاراتهم اليها والبدء بفتح صندوق سوريا للاعمار فالوقت حان لـ"يلحق" الحريري بركب المهرولين الى سوريا، وهنا تقول الاوساط ان النصيحة هامة للحريري وعليه ان يستفيد من الفرصة بلا اثمان او خسائر وفريقنا لا يسعى الى مكاسب او تنازلات مؤلمة او كسر الحريري ما نرجوه وننصح به ان لا يعاند الحريري ويكسر نفسه ويجبرها على دفع اثمان سياسية باهظة.