مَع انْتِهاء عامٍ وبِداية عامٍ جديدٍ، تَكْثر التَّكهُّنات، وفي شتَّى المجالات، مُراوِحةً بَيْن الشَّخصيِّ الخاصِّ، والمَحليِّ أَو الإِقليميِّ أَو الدَّوليِّ العامِّ...

وقُبَيل بِداية العام 2019، اسْتَشْرف "المُنتدى الاسْتراتيجيُّ العربيُّ"، في دَوْرته الحادِية عَشْرةفي دُبَي، "حالالمِنْطقةالعربيَّةوالعالم،اقْتِصاديًّا وسِياسيًّا".واعْتَبر "المُنتدى"أَنَّ الاقْتِصاد العالميَّ"قادرٌ على البَقاء مُتماسِكًافي شَكْلٍ كافٍ، لِمُواجهة أَيِّ هزَّةٍ طارِئَة". كما وحدَّد المَخاطِر المُحْتَمَلة في العامِ الجَديد، على الشَّكْل الآتي:

1-إِرْتِفاع مَخاطر الهَجَمات الإِلكترونيَّة

2-حرب الجِيل الخامِس للتِّكنولوجيا بين الصِّين والوِلايات المُتَّحدة

3-تَواصُل النِّزاع الأَميركيِّ الصِّينيِّ

4-تَنامي الشُّعبويَّة في المَجال الأُوروبيِّ

5-تَداعِيات اتِّفاق "​بريكست​".

المَخاطر التِّقنيَّة

ثمَّة ارْتِفاعٌ لِمَخاطر الهَجَمات التِّكنولوجيَّة، كَوْنَ الأَخيرة تَجاوَزَت المَرْحلة الَّتي كانَت فيها مُجرَّد قطاعٍ لوجيستيٍّ مُحايدٍ، وتحوَّلَت إِلى قِطاعٍ اقتصاديٍّمُهمٍّ، كما وتَوَسَّعت استعمالاتُها، بِحَيْثُ أَضْحَت قادرةً على أَنْ تَكون سِلاحًا مُدمِّرًا، تَستَخْدِمُه الدُّول في حُروبِها الشَّاملة...غيرَ أَنَّ المُنْتَدى حَدَّ مِن نَتائج هَذِه "الحَرْب التِّكْنولوجيَّة"، مُستنِدًا إِلى ثَلاثة أَمْثِلةٍ:

1-التَّعامُل السَّريع مع قَرْصَنَة ​كوريا​ الشَّماليَّة لِملايين الحِسابات المَصْرِفيَّة، ما مَكَّن مِن حَصْر الأَضْرار...

2–تَدَارك الأَمر عِندما قَرْصَنت الحُكومة الصِّينيَّة حِساباتعُملاء الفَنادِق وبَياناتِهملِغايات تِجاريَّة...

3–مَحدُوديَّة التَّأثير حِيْن اسْتَخْدَمَت الحُكومة الرُّوسيَّة برنامجًا لاخْتِراق أُوكرانيا (واحِد في المِئَة من الدَّخْل الإِجماليِّ لأُوكرانيا...

الجيلُ الخامِس

الحَرْب "الطَّاحِنَة" بين الوِلايات المُتَّحِدة والصِّينبَقِيَت "مُتَوارية" نِسبيًّا،وراء التَّراشُق بالرُّسُوم الجُمركيَّة بين البلدَين، في سِياق الحَرْب التِّجاريَّة. غيرَ أَنَّ النِّزال الصِّينيَّ –الأَميركيَّ سَيَمسُّ أَطرافًا ثالِثَة كَثيرة، فيما سيُطْرَحُ في العامِ الجَديدالجِيلُ الخامِس من تِكنولوجيا الاتِّصالات، الَّتي تَدعم "المُدُن الذَّكيَّة" و"إِنْتِرنِت الأَشياء". ولِلصِّين في هَذا المَجالِ نظامٌ مُختلِف عَن مَثيله في الوِلايات المُتَّحدة، وهِي تُحاوِلُ تَعْمِيمَه... وأَمَّا اخْتِيارُ أَيٍّ مِن النِّظامَين فيَعنيعزلَ الآخَر.

إِلى ذلك ستُقاتِل كلُّ دولةٍ بِشدَّةٍ لِفَرض نِظامِها، لأَنَّ لا مجال لِتَقاسُم العالَم ذي البُنى المُتَّصِلة والمُتَواصِلة عَلى نِظامَين.

النِّزال الكَبير

قد يُؤَدِّي فرض الرُّسوم على التِّجارة العالميَّة، إِلى حَرْب تَعْرِفاتإِذا توقَّفالحوار لِحَلِّ الأَزمات بين الدُّول، فيما يَبدو أَنَّ الرَّئيس الأَميركيَّ ​دونالد ترامب​، يسير في الاتِّجاه الخاطِئ في هذا الشَّأن...غير أَنَّاسْتِمرار الحَرْب التِّجاريَّة يُعزِّز العَجْز أَو يُقلِّل الفائض في الدُّول المَعنيَّة، لِذا فَهي مُستَبْعَدَة في ​العام الجديد​.

الشَّعبويَّة الأُوروبيَّة

في أُوروبَّا، قَد تَشْهد الانْتِخابات البرلمانيَّة الأُوروبيَّة في أَيَّار المُقْبِل، صُعود الشَّعبويَّة في مُؤَسَّسات الاتِّحاد الأُوروبيِّ، نظرًا إِلى تَنامي التَّبايُن بَيْن المُؤَيِّدين للاتِّحادِ والمُنْتَقِدين لَهبِسبب أَزْمَة الهِجْرة، والخُروج البَريطانيِّ من الاتِّحاد، وفي ظِلِّ ظُهور اليَمين المُتَطرِّف، فيما قد تَقود احتجاجاتُ السُّترات الصَّـــفراء، الَّتي تَشْهدها ​فرنسا​، إِلى مُغادرة الرَّئيس الفرنسيِّ إِيمانويل ماكرون مَنْصِبه، ما سَيُفْسِح في المَجال أَمام اضْطِرابات داخليَّة، وقد تَكون عامِلاً يُؤَسِّس لبيئةٍ شَعْبَوِيَّة.

تَداعِيات "بريكسيت"

مِن المُستَبْعَد حُصولُ تَغييراتٍ إِضافيَّةٍ على اتِّفاقالخُروج البَريطانيِّ مِن الاتِّحاد الأُوروبيِّ. ولَنْ يَكون لِذلك أَثَرٌ كَبيرٌ أَو مَفاعيل جَذْريَّة. غَيْرَ أَنَّبَريطانِيا لم تستعدَّ بَعْد كَما يَجِب لهذه الخُطوَة، على رُغْم مرور أَكثَر مِن عامَين على اسْتِفتاء "بريكسيت"، كما وأَنَّ مِنَ المُتَوَقَّعِ في العامِ الجَديد، أَنْ تَنْخَفِض قيمَة الجُنَيْه الإِسترلينيِّ مُقابل الدُّولار، بسبب "الفَوْضى" البَريطانيَّةِ النَّاجِمَةِ عَن ذاكَ الانْسِحاب...كما وقَد تُغادِرُ رئيسةُ الوزَراء البَريطانيَّة ​تيريزا ماي​ مَنْصِبَها في حُلولِ كانون الثَّاني المُقْبل.

إِنْفِراج وتَأَزُّم...

وفي المُقابلِ مِن المُتوقَّع تَحَسُّن العَلاقات بَيْن كوريا الشَّماليَّة والولايات المُتَّحِدة، في ظُلِّ القمَّة المُرْتَقَبَة،إِلى جانِب تَداعيات مُحْتَمَلة، تَقُود إِلى مزيدٍ من التَّأَزُّم في العَلاقات بين ​روسيا​ وأُوكرانيا.

عامِلان أَميركِيَّان

ويرى "المُنتدى الاسْتراتيجيُّ العربيُّ" أَنْ ثَمَّةَ عاملَيْن أَساسيَّين سَيَكُونان الأَساس في تَشكيل السِّياسة الخارجيَّة الأَميركيَّة: العَلاقة مَع كُورِيا الشَّماليَّة، وتَصاعُد الأَزْمَة مَع إِيران، في ظُلِّ الانْسِحاب مِن الاتِّفاق النَّوويِّ...