اشارت صحيفة "​الفايننشال تايمز​" في مقال افتتاحي تناول الاحتجاجات الدائرة في ​السودان​ تحت عنوان: "احتجاجات السودان تحمل رائحة ​الربيع العربي​"، الى إن الرئيس السوداني ​عمر البشير​ لديه قدرة استثنائية على البقاء جعلته يتحمل سنوات من العزلة الدولية ويخمد عددا من الانتفاضات ضد حكمه منذ سيطرته على السلطة في انقلاب دعمه الإسلاميون في 1989.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه إذا كان من غير الحكمة وفق هذه الرؤية توقع أن يكون رحيل البشير عن السلطة وشيكا، فإن الاحتجاجات التي انتشرت خلال الأسابيع الماضية في مدن وبلدات في عموم البلاد تشير فعلا إلى أن يوم حسابه يقترب. ورأت أن مثل هذا اليوم إذا جاء سيشكل لحظة أمل عظيمة في القرن الأفريقي ولكن لحظة خطر حقيقي بشكل مواز. واوضحت إن التحرر مما تسميه "وصمة عار" في أن يكون شخص متهم بجرائم حرب على رأس الدولة، سيطلق بعملية انتقال سياسي تدار بشكل جيد، إمكانيات هائلة للاقتصاد السوداني، ولكن في الوقت نفسه يمكن لنهاية فوضوية للنظام أن تجلب للبلاد أعواما من النزاع والاضطراب.

ورأت الصحيفة أن البشير يحظى ببعض الدعم من ​دول الخليج​ منذ وقوفه في صف السعودية في معاركها في ​الشرق الأوسط​ ، ولكن إذا غرقت البلاد في مأزق الاحتجاجات فإنها تحتاج إلى ما هو أكبر من هذا الدعم بكثير. وخلصت الى أن جذور الأزمة الاقتصادية في جوهرها سياسية، ولتجاوزها، ثمة حاجة إلى جذب الاستثمارات والتخلص من المديونية المتراكمة التي تصل إلى 56 مليار دولار، لذا تخلص إلى ضرورة بداية سياسية جديدة، لكنها تستدرك أن مثل هذه البداية غير مرجحة مع بقاء البشير في السلطة.