أشارت صحيفة "الخليج" الامارتية في افتتاحيتها الى أن "جماعة الحوثي برهنت أنها لا تؤمن بالسلام بل إن الاتفاقات، التي توقع عليها، لا تعدو كونها مجرد تحايل؛ للحصول على وقت؛ من أجل الالتفاف عليها، وإفشالها؛ وهو ما نلحظه اليوم من خطوات أقدمت وتقدم عليها الجماعة منذ "اتفاق ستوكهولم" في ​السويد​، خاصة ما يتصل بترتيبات الوضع في مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة، وهي الترتيبات، التي تقضي بانسحاب الميليشيات من الموانئ والمدينة، وتسليمها للقوات المحلية، التي كانت قائمة قبل انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية عام 2014".

ورأت أن "هذا التلاعب الواضح، الذي يمارس على مرأى ومسمع من ​المجتمع الدولي​، وأمام الرأي العام ​اليمن​ي، يعيد تأكيد أن خيارات ​الحوثيين​ ليست مع السلام، وأن التزامهم بما تم الاتفاق عليه، لا يعدو كونه محاولة لتجميل صورتهم في الخارج، الذي بات يراقب سلوكهم، الذي يتناقض تماماً مع المساعي الإقليمية والعالمية؛ لإحلال السلام في البلاد، ومعالجة الكوارث، التي تسببوا بها؛ جرّاء فرض سيطرتهم على اليمن بقوة ​السلاح​، قبل أن يتم دحرهم من كثير من المناطق، التي سيطروا عليها؛ بعد الانقلاب"، لافتة الى أن "سلوك الحوثيين الأخير، والمسرحية، التي قاموا بها قبل أيام، بالانسحاب من ميناء الحديدة، والادعاء بإعادة انتشار قواتهم في المدينة، يؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك أن السلام هو آخر خياراتهم؛ حيث بدا الأمر كمن قاموا بتسليم ​الميناء​ من أفراد ميليشياتهم إلى آخرين؛ بعدما ألبسوهم زي جنود خفر السواحل الموالين لهم، دون أن يكون هنالك أي حضور للطرف الآخر في الاتفاق، وبالتالي يريدون إقناع ​الأمم المتحدة​ والعالم، بأنهم نفذوا ما يقع عليهم من التزامات".

وشددت على أن "السلوك الأخير، الذي أقدم عليه ​الحوثيون​ في ميناء الحديدة، يأتي مخالفاً للاتفاق الموقع في السويد، المعتمد من قبل ​مجلس الأمن الدولي​ بقرار حمل الرقم (2541)، وقد تسلم المجلس- قبل يومين- رسالة من ممثلي اليمن والسعودية والإمارات العربية المتحدة، تشير إلى عدم التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار في الحديدة، وإلى جملة من الخروق، التي تلت الموافقة على الهدنة؛ من بينها: إطلاق نيران القناصة، و​صواريخ​ باليستية متوسطة المدى، إضافة إلى إقامة الحواجز، وحفر الخنادق في المدينة"، مضيفة: "أظهر الحوثيون خلال الفترة القليلة الماضية الكثير من الأدلة والبراهين على تجاهلهم للمجتمع الدولي، ومخاوفه بشأن الأوضاع الإنسانية، التي ظلوا يتشدقون بها، والتقرير الذي أصدره "​برنامج الأغذية العالمي​" مؤخراً حول متاجرتهم بالمساعدات الغذائية في المناطق، التي يسيطرون عليها؛ يؤكد ما كانت تؤكده الشرعية اليمنية والتحالف العربي من مسؤولية الميليشيات الحوثية عن حرمان ملايين اليمنيين من الغذاء والدواء، الأمر الذي يضع المنظمات الدولية أمام مسؤولياتها لتحديد الطرف المسؤول عن معاناة اليمنيين بشكل مباشر، وأن يأخذ المجتمع الدولي موقفاً واضحاً إزاء هذه السلوكيات المُنحرفة".