أشار الوزير السابق ​سجعان قزي​ الى أن "الموقف السوري المتضامن مع ​إيران​ ليس جديداً، فمنذ اليوم الأول لانطلاق الثورة الإيرانية تضامنت ​سوريا​ الأسد الأب، ومن بعده الإبن، مع ​النظام الإيراني​ الجديد، بالرغم من الإنتقادات العربية وفي كل المحطات السياسية والأمنية والعسكرية بين ​ايران​ والعرب، وقفت سوريا الى جانب ايران".

ورأى في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "هذا يؤكد أن هذا الخيار لدى سوريا ليس تكتيكياً، إنما هو استراتيجي، تمكّن من تجاوز كل الحواجز والمراحل الصعبة وكانت ذروة العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين هي تقدم ايران لنجدة ​النظام السوري​ في السنوات الأخيرة، وصولاً الى اليوم".

ولفت قزي الى أن "هذا الأمر لم يؤثر سابقاً على وجود سوريا داخل ​الجامعة العربية​، بموازاة أن العرب لم يكونوا يوماً متّحدين بل كانوا مجموعة محاور تتصارع في ما بينها، منذ ما قبل الثورة الإيرانية"، موضحاً أنه "اتّخذت العلاقة بين سوريا وايران اليوم بُعداً آخر، مع بروز ما يسمى بالصراع السني - الشيعي. ومن الطبيعي أن يكون النظام السوري وهو نظام ذو وجه علوي، على أفضل علاقة مع "الشيعية السياسية" في المنطقة، في إطار ما يسمّى "حلف الأقليات".

وأعتقد "أن هذه العلاقة ستتطوّر أكثر فأكثر، وقد تنضم إليها مجموعات أخرى في السنتين القادمتين، خاصة اذا حصل أي تغيير في الخريطة وفي الحدود الدولية أو الداخلية لدول المنطقة بعد كل الحروب التي شهدتها منذ عام 2011 والى اليوم"، مشيراً إلى "أنني أعتقد أن عودة سوريا الى الجامعة العربية حالياً ليست مطروحة من زاوية علاقتها بإيران فقط، بل من زاوية صراعها مع عدد من ​الدول العربية​ ولا سيما مع ​المملكة العربية السعودية​. ولكن عاجلاً أم آجلاً، لا بدّ لسوريا من أن تعود الى الجامعة العربية، وأصلاً إن قرار الجامعة بتعليق عضوية سوريا كان قراراً خاطئاً لأنه عطّل أي دور عربي في معالجة ​الحرب السورية​، وهو ما "دوّل" كل الوساطات، في حين أنه لو حافظت الجامعة العربية على علاقاتها مع سوريا، لكان المجتمع العربي تمكّن من أن يلعب دوراً في سوريا خلال تلك الفترة".