اعتبر الوزير السابق ​فادي عبود​ أن ما شهدته الطرقات اللبنانية يوم أمس جراء العاصفة "نورما" هو نتيجة البنى التحتيّة المهترئة والاجراءات وآلية العمل غير السوية، التي تتبعها كل مؤسسات الدولة، ويتحمل مسؤوليتها ​مجلس الوزراء​ مجتمعا وليس وزيرا واحدا، مستهجنا كيف أن كل المعنيين بالشأن العام يتحدثون عن المشاكل من دون أن يتكبّد أي منهم طرح الحلول.

وشدد عبود في حديث لـ"النشرة" على ان المطلوب وبالحاح هو تغيير كل الاجراءات المتبعة في البلد، من طريقة اجراء المناقصات الى كيفيّة تزفيت الطرقات والكشف على المتعهدين، وصولا الى عمليّات الاستيراد والتصدير واعطاء الرخص وغيرها من العمليات، وقال: "يجب القيام بورشة كبيرة تنطلق من صياغة جديدة لكيفيّة ممارسة العمل العام"، لافتا الى ان كل الأسلوب المتبّع لإدارة البلد خاطىء، ولذلك ما شهدناه على الطرقات ليس الا نتيجة مباشرة للاجراءات المتّخذة.

وتطرق عبّود للملفّ الحكومي، معتبرا ان الفصل الأخير من "المسرحيّة" يؤكّد أن هناك تدخلات خارجيّة بعمليّة التأليف، وتساءل: "كيف كان جواد عدرا مقبولا وفجأة تمّ رفضه؟ وهل اصلا النواب السنّة الـ6 يتّفقون في ما بينهم كي يطالبوا بأن يتمثلوا بشخصيّة تعبر عن موقفهم"؟. وأضاف: "الموضوع بات واضحا، هناك قوى لا تستطيع ان تتواجه بالسلاح لذلك تمارس لعبة عضّ الاصابع على الأرض اللبنانية".

واشار الى عناصر متشابكة تعيق عمليّة التشكيل، سواء الخلاف على المحاصصة ورفض ان يكون الثلث الضامن بيد أحد الفرقاء، وصولا للصراع السعودي-الايراني المتواصل، موضحًا ان "التعليمات الخارجية الحالية لا تسمح ب​تشكيل الحكومة​".

واعتبر عبود أنه بدل أن يختلف الفرقاء على خطة "أ" وخطة "ب" للاصلاح، نراهم يختلفون على توزيع الحصص، وقال: "اذا جلست الشخصيات التي يتمّ التداول بأسمائها للتوزير على طاولة واحدة، وافترضنا انها كانت متّفقة على الاصلاح، هل تدرك كيف تتم هذه العملية"؟.

وعبّر عبود عن أسفه لكون طريقة التعاطي مع الملفّ الحكومي لا ترتقي لمستوى "المصيبة" التي يرزح تحتها لبنان، "وكأنّ هذه القوى فيه مدركة للأخطار الاقتصاديّة، وأبرز المؤشرات في هذا المجال تراجع استهلاك ​المحروقات​ 23%، في ظلّ مشاكل كبرى مرتبطة بالركود ونمو منعدم".

وتناول عبود ملفّ العلاقات مع سوريا، فشدّد على "أهمية دعوتها الى القمة الاقتصاديّة التي تعقد في بيروت"، مطالبًا القوى المحلية للتفكير بمصالح لبنان لا غير، وقال: "اذا جاع المواطنون فعندها تسقط المبادىء وكل شيء آخر".

واشار عبود الى ان "دمشق مستعدّة لان تفتح من جديد الباب لشعبها الذي حارب ضدّها، كما للدول والقوى الخارجيّة التي شاركت بالحرب، فأصلا لا خيار آخر لها". وقال: "اما نحن في الداخل اللبناني فيجب أن نقوم بكل ما تتطلّبه منا المصلحة الوطنيّة العليا والتي توجب الانفتاح مجددا على سوريا".