أكد النائب السابق ​ناجي غاريوس​ أن القمّة الاقتصادية لا تزال قائمة الأسبوع المقبل بتأكيد من القصر الجمهوري ومن جامعة الدول العربيّة على حدّ سواء، معتبرا انه من غير اللائق سواء للدولة ال​لبنان​ية أو لكل المكونات السياسيّة أن يتم التأجيل فقط احتجاجا على الحضور الليبي، وقال: "الخلافات قائمة بين الكثير من الدول العربيّة على العديد من الملفّات وكذلك هناك خلافات بين الدول الاوروبيّة، ولكن هل يعني ذلك عدم الالتقاء"؟ داعيا للسير بالقمّة من دون اشكاليّات.

واستهجن غاريّوس في حديث لـ"النشرة" طرح تعويم حكومة تصريف الأعمال، بدل الانكباب على ​تشكيل الحكومة​ الجديدة بعد 8 أشهر من التعطيل، واضاف: "انا لا أفهم المبرّر الاساسي للموضوع، وكأن هناك من يدفعنا عن قصد باتجاه تأخير انطلاق مشروع بناء الدولة من خلال سعيه الدؤوب لوضع العصي في الدواليب". وتساءل: "اليس هذا ما يحصل في الملف الحكومي؟ فكلّما اقتربنا من انجاز الموضوع يكون هناك من يعيدنا خطوات الى الوراء تحت عنوان ومبررات شتّى".

وأشار غاريّوس الى انّه كان يفضل شخصيا لو لم يستلم وزير الخارجيّة ​جبران باسيل​ والمدير العام للأمن العام أيّ مهمّة لتذليل العقبات الحكوميّة، معتبرا انه كان الافضل تحميل المسؤولية كاملة للشخص المعني أيّ رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، فتتمّ دعوته لحلّ المشاكل العالقة والتوجّه بتشكيلة منجزة الى ​قصر بعبدا​ فيوافق عليها ​الرئيس ميشال عون​ او يرفضها. وقال: "لأنهم بادلوا حسن نيتنا وعملنا بضمير بجحود كالعادة، موجّهين الينا الاتّهامات بينما لم يتوجهوا الى الحريري الذي قرّر التزام الصمت".

ودعا غاريّوس القوى السياسيّة اللبنانيّة للتحلّي بالجرأة والحكمة ورفض التعليمات والتدخّلات الخارجيّة بشؤوننا، مستهجنا الاتّهامات التي تُكال بشكل يوميّ لـ"التيّار الوطني الحرّ" سواء لجهة المطالبة بالثلث المعطّل او في غيرها من الاتجاهات. وقال: "... ويخرج علينا في هذا الظرف من يدعو الى قيام الدولة المدنيّة؟ وهل يعرفون معنى ما يدعون اليه؟ هل هذا الملف يُفتح على الطريق؟ وفي حال كانوا جديين فيه فلينطلقوا بتوحيد الأحوال الشخصيّة".

واستغرب كيف تعمد بعض القوى لفتح أبواب جديدة في ظرفٍ غير مناسب لفتحها، وهم أنفسهم يغلقون ابوابا يجب أن تكون مفتوحة كباب تشكيل الحكومة. وتساءل: "هل هكذا يكون العمل السياسيّ من خلال انتهاج منطق النكايات"؟. واشار الى ان الناس باتت تسأل فعليًّا حول حملة من عين التينة على قصر بعبدا، وان كان رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ لا يزال يصر على نفي الموضوع.

وذكّر غاريوس بالمواقف التي أطلقها مؤخرا رئيس الجمهورية خلال استقباله السفراء الأجانب عندما حدّثهم عن بناء الدولة الذي تواجهه بعض الدول باصرارها على ابقاء ​النازحين السوريين​ في لبنان وتهجير اللبنانيين. وقال: "هل تحدث الرئيس عون عن ذلك من منطلق طائفي او وطني؟ وبدل أن يأخذوا العبر كيف يكون التعاطي السياسيّ الوطني يتمادون بطروحات أبعد ما تكون عن المصلحة العليا للدولة".