اشارت صحيفة "آي" الى إن موجة ​الهجرة​ التي يشهدها العالم إنما هي نتيجة السياسات الخارجية التي تنتهجها الدول الغربية. ولفتت الى إن وزير الخارجية الأميركي ​مايك بومبيو​ أكد في خطابه الأخير حرص ​الولايات المتحدة​ على شن حرب عسكرية وأخرى اقتصادية في أفغانستان و​إيران​ و​العراق​ و​سوريا​، وهو ما يعني أن الحياة ستصبح مستحيلة في تلك البلدان.

اضافت أنه من المستبعد أن تحقق الولايات المتحدة أو حلفاؤها أي انتصار على إيران أو ​بشار الأسد​. وكل ما تفعله هو أنها ستبقي الأزمة مشتعلة في المنطقة بين باكستان والبحر الأبيض المتوسط، وهو ما سيدفع حتما نسبة من سكان المنطقة إلى البحث عن أي وسيلة مهما كان ثمنها للهجرة إلى ​أوروبا​.

ورأت أن حجم موجة الهجرة التي يشهدها العالم منذ سنوات دليل على تهور السياسيات الغربية وعجزها عن إحلال ​الأمن​ والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولفتت الى أن الحكومات الغربية أفلتت من العقاب لأن الناخبين لم يتوصلوا إلى ربط موجة الهجرة بتدخل الحكومات الغربية في دول الشرق الأوسط التي تعرضت بعدها إلى الفوضى والخراب.

وذكرت تدخل الناتو بقيادة فرنسا وبريطانيا في ليبيا عام 2011 لإسقاط نظام ​معمر القذافي​، ثم تحول البلاد إلى فوضى تتحكم فيها الجماعات المسلحة، وهو ما فتح الباب واسعا أمام اللاجئين الساعين للوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط في رحلات خطيرة غرق فيها الآلاف. وذلك هو شأن الحرب في سوريا إذ قررت بريطانيا والولايات المتحدة أنهما غير قادرين على إسقاط بشار الأسد، وفي الواقع أنهما لم يريدا إسقاطه لاعتقادهما أن ذهابه سيترك المكان ل​تنظيم القاعدة​، بحسب الصحيفة، التي اشارت إلى أنهما أبقيا على النزاع مشتعلا لمنع ​روسيا​ وإيران من الانتصار في الحرب.